🌱 لعبة جولف 🌱

1.1K 61 244
                                    

كانت الانوار خافتة وصوت المطر يملأ الغرفة الهادئة. كانت متمددة على الاريكة، رأسها على فخذ صديقتها التي تمسح على شعرها تواسيها وتخفف عنها. ضائعة في افكارها. نظرها مثبت على نقطة واحدة على الارض ويديها تضمان جسدها وقدماها قد طوتها الى صدرها اشبه بكرة ملفوفة على بعضها.

ضاقت بها الدنيا، احست كأنها محصورة بين الضيق والبكاء لما حدث لها من تلك الصدمة. عندما خرجت من سيارته كالمجنونة العاقلة كانت فقط تريد أن تلقي بنفسها وأحزانها وسط هذا الشارع العتم المبلل. سارت الى منزلها ودموعها تسيل على وجنتيها، تشعر بها وكأنها الجمر، عيناها قد تشبعت بالحزن والأسى لما أصابها، في قلبها آهات من المرارة والحزن، تريد أن تصرخ ولكن لا شيى يخرج. لم تجد سوى صديقة عمرها وارتمت بين يديها.

أسئلة كثيرة خانقة تراودها وكأنها حبل يلف على رقبتها ويمنعها من التنفس. كيف احبته؟ كيف لم تعلم بوجود زوجته؟ كيف سمحت له بالتوغل الى قلبها واتخاذ لنفسه عرشاً لا يتزحزح؟ لماذا كان يتصرف معها بحنية كبيرة كانت تشعرها كأنه حقاً يفضلها وانها شخص خاص بالنسبة له؟ هل كانت تتخيل كل هذا؟ رفعت نفسها فجأة ونظرت لصديقتها بعيون مفتوحة

"هل كنت اتخيل كل هذا؟" ظلت تنظر لصديقتها وهي تنظر اليها.

الجميع يعلم ان ميكاسا واقعية. لم تعش يوماً في احلام وردية ولم تكن تطمح لعيش قصة حب خيالية، لذا لم تجد ساشا ما ترده على صديقتها بل ظلت تنظر في عيونها الحمراء.

عندما رد عليها صمت صديقتها عادت الى وضعيتها السابقة تضع يداً على صدرها والاخرى بين فخذيها وتتكور على نفسها اكثر. احست بالدموع الساخنة تملأ عينيها وتركتها تسيل ربما تخفف عنها تلك النار التي تتأجج داخل صدرها، أصبحت كبركان يريد أن ينفجر. سلمت نفسها للبكاء وغرقت في مشاعرها دون توقف أو خجل لأنها أحست بانكسار في عواطفها وكبريائها.

أخذها المطر الهادئ الساكن بأصوات قطراته الخفيفة ونسيمه القارص الذي يتدفق من بين فوهات الشبابيك وتحت الابواب حتى جعلها بين أحضان ذكرياتها المؤلمة، وهنا اختلطت مشاعرها العاطفية مع حزنها ويأسها واستسلمت للنوم في حضن صديقتها والدموع مازالت تنزل من عيونها المتورمة.

طقطقة اكواب وصوت ابريق وملاعق في المطبخ قد جعلها تفتح عينيها. للوهلة الاولى لم تستوعب اين كانت. ظلت تنظر وعينيها فارغة حتى اومضت عدة مرات و ادركت انها مازالت في غرفة الجلوس على نفس الوضعية التي كانت بها ولكن بدلاً من فخذ ساشا، رأسها الآن على وسادة. نظرت الى ساعة الحائط وجدت ان الساعة اصبحت الثانية والنصف بعد منتصف الليل. جلست بتعب ومجرى الدموع في عينيها يؤلمها من كثرة البكاء. فركت عينيها و تثائبت بتعب. اسندت ظهرها على الاريكة ورمت رأسها للوراء وضمت اللحاف الذي وضعته ساشا عليها الى نفسها اكثر وهي تحس بالبرد بدأ يلف جسدها.

وقعت في الحب ولم انهضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن