عادت ميكا الى الصف ومزاجها قد انقلب مئة و ثمانون درجة. كانت الابتسامة لا تفارق ثغرها، تجدها تجلس و تطلق بعض الضحكات الصغيرة هنا و هناك، وفي كل مرة تفعل ذلك ينظر اليها الاصدقاء كأنها تكلم المخلوقات الفضائية في رأسها.
كانت تجلس في مكانها، ركبتها على المقعد في وضعية تسمح لها بوضع دفترها على قدمها، دفترها الذي لا يفارق جميع حالاتها، السعيدة، الحزينة... جميع تقلباتها المزاجية تراها تفجرها في رسوماتها.
نظر لها جان بعيون مزمومة تتهمها بشيئ ما لا تخبرهم عنه، كان واقف بجانبها يحمل عدد من الكتب في يد و عدد آخر مساوي للعدد الاول في اليد الاخرى ويرفعها كنوع من التدريب على عضلات الذراع، اما ايرين فكان يجلس على كرسيه و ساشا تجلس امامه على كرسيها وظهرها له وهو يحاول صنع ضفيرة لها، كلمة السر يحاول، اما هي فكانت تكتب على الهاتف و تلعق مصاصة ملونة بجميع النكهات والوان الطيف.
"هل انتهيتِ من التصرف كالمختلين؟"
قال جان وهو ينظر الى ميكا التي اطلقت ضحكة صغيرة كفتاة مراهقة وهزت رأسها و اكملت خربشاتها
ترك إيرين شعر ساشا للحظة و ظل يقترب من ميكاسا من فوق الطاولة حتى الصق انفه بأنفها وهي تنظر له بعيون مفتوحة
"ماذا تفعل" حاولت الابتعاد لكنه امسك بوجهها بكلتا يديه يثبتها بمكانها
"احاول ان اشم رائحة الكوكاين او اي كان ذلك المخدر الذي اخذته عندما خرجتِ وعدتِ تتصرفين كالبلهاء"
قلبت ميكا اعينها و صفعت إيرين وابعدته عنها الذي بدوره عاد الى انشاء المزيد من العقد في شعر ساشا
نظرت ساشا لها للمرة الاولى بعد ان عادت
"هيا ميكاسا اخبرينا حقاً ماذا حدث؟"
تنهدت ميكاسا واغلقت الدفتر ونظرت لثلاثتهم
"حسناً لدي اخبار جيدة" لوحت لهم ميكاسا بالاقتراب قليلا لانها لا تريد لاحد ان يسمع
"سيساعدني الاستاذ اكرمان في فرض الرياضيات بعد الدوام واخبرني ان القاه في تمام الساعة الثالثة"
