ثلاثون دقيقة.
ثلاثون دقيقة من الوقت حتى تنتهي حصة الرياضيات.
ثلاثون دقيقة وينتهي عذابها.
ثلاثون دقيقة حتى تستطيع ان تتنفس.
ثلاثون دقيقة حتى تخرج من جحيمها.
حسناً كانت هذه مبالغة ولكن بالنسبة لميكا لم تكن كذلك ابداً.
جالسة في مكانها قدمها اليسرى تهتز دون توقف واسنانها تعض على رأس القلم التي كانت ترسم به. الآن رسمتها منسية، كل ما يشغل بالها هو حصة الرياضيات وكيف ستتحملها.
عيناها تبحلق بكل ما اوتيت من كره وحقد في الساعة التي في مقدمة الصف بدت وكأنها تستفزها بحركة عقاربها التي وكأنها في مسابقة الرقص البطيئ تأبى المضي بسرعة.
هي فقط تريد ان ترتكب جريمة بحق الساعة اللعينة تلك ومن ثم تقتل الاستاذ.
من قال له انها مهتمة بمعرفة من هي زوجته او اية امور شخصية عنه؟
هي فقط تريده ان يبدأ بالدرس الاقل تفضيلا على قلبها.
تأخيره هذا ومماطلته والاحاديث الجانبية تزيد من توتر اعصابها وتجعلها تقلق بشأن المادة اكثر واكثر.
هي لا تستطيع ان تتحمل الفشل. لا تريد ان تفشل. لا تستطيع...
"اجل زوجتي تعمل هنا كما قلت وهي معلمة مادة الفلسفة. انا واثق من انها قد علمت الكثير منكم"
عند سماعها لهذه الكلمات تركت الساعة وشأنها ونظرت اليه
فقد اثار فضولها الموضوع الآن تريد معرفة زوجته لانها تأخذ الفلسفة هذه السنة
كان يبتسم ابتسامة رقيقة وعيناه متوهجة بالحب والحنية. علامات حبه الكبير لزوجته يمكن ان ترى من على بعد اميال
شعرت ميكاسا بقلبها يعتصر لوهلة. لم تشعر بحياتها بالغيرة من احد. ربما لانها لم ترى مشاعر اصدق من تلك الظاهرة على وجهه
اصدقائها من حولها دائما ما يدخلون في علاقات حب ولكن كلها كانت في نظرها سخيفة وسطحية لا معنى لها. والدليل هو ان العلاقة دائما ما تفشل. وكلا الطرفان الذي وعد بعدم ترك الآخر او حب غيره يمضي قدماً وكأن شيئ لم يكن.
هي تكره تلك الوعود الفارغة والحب الزائف. وتكره الناس التي تسببت بفقد الحب معناه الجوهري الحقيقي.
