يوم دراسي

829 67 5
                                    

عادَ تايهيونغ راكضاً بكل سرعته بكل ما أوتيَ من قوة..

كان الرعب ينهش قلبه والخوف... مسح العرق المنسال على جبينه وإستمر بالركض نحو منزلهِ...

فتح باب المنزل بقوة وأغلقها بأحكام... كان تنفسه قوي...

قوي إلى درجة إنه شعر بقلبه يكاد ان يخرج من صدره...

إتكئ على الباب وهو يستمر بالتنفس عالياً.. إبتلع ريقه بسرعة ثم توجه إلى الثلاجة وشرب قارورة كاملة جرعة واحدة

"لابد اني اتخيل فقط... لا داعي للتفكير تايهيونغ لا داعي..إذهب لطفلك وزوجتك فقط"

أقنع نفسه بهذه الكلمات البسيطة وفعلاً توجه ناحية زوجته وإبنه..

كانت مايا تلاعب صغيرها الذي يوشك على النوم... لم تنتبه إلى زوجها الذي ينظر لهما ويبتسم بلطف... لكن قلبه للآن لم يتوقف عن النبض بإضطراب

" مايا حبيبتي... جلبتُ الأغراض التي طلبتيها "

أردف تايهيونغ بلطف يحاول تغير مسار تفكيره قليلاً

وضعت مايا الطفل بالسرير وذهب تاي إليه وقبله وإحتظنه ثم ذهب مع مايا لترتيب الأغراض.. فتحوا التلفاز كي يتفرجوا على فيلم.. تمددت مايا على كتف وبدأو يشاهدون الفيلم..

********

أعدت مايا كوب حليب لتايهيونغ ثم ذهبا للنوم معاً..إحتضنها تايهيونغ وشمَ عطرها ثم فقد الإحساس بجسده وإستسلم للنوم

فتح تايهيونغ عيناه بتعب ولم يجد زوجته بجانبه... شعره منكوش قليلاً وأرَزار بيجامته مفتوحة من فوق.. فركَ عيناه وتوجه نحو المطبخ بخطى كسولة جداً... لا يشعر إنه قادر على الذهاب إلى المدرسة اليوم لكن عليه ذلك

"صباح الخير حبيبتي"...

أردف تايهيونغ بنعاس وجلسَ على الكرسي بجانب الطاولة

"صباح الخير والورد حبيبي الوسيم الكسول"

وضعت صحن البيض أمامه وتوست وجبن ومربى...

"حبيبي هل ترغب بعصير الليمون؟ أم انك تريد الشاي اليوم؟"

سألته بلطف فأجابها بنعاس

"الليمون أرغب بالليمون.. "

توجهت مايا نحو العصارة وعصرت له الليمون..

"اليوم سوف أبحث عن مربية لأبننا تان.. ما رأيك عزيزي"

أومئ لها

*********

دخل تايهيونغ للصف وحياه الطلاب وهو ردَ التحية لهم

" today I need you to speak about your self... In English language "

" اليوم انا أريد منكم التحدث عن نفسكم باللغة الإنجليزية "

أردف تايهيونغ

وبعد فترة وصل الدور على ليزا...

تفحصها تايهيونغ ولكنها لم تتكلم وظلتّ تحمل الكتاب فقط وجبينها قد بدأ يتعرق

تقدم تايهيونغ ناحيتها وقال بحدة

" لما لم تجهزي نفسك؟ ألم أعطي هذا درساً بيتياً هاه؟؟؟ ما عذركِ هيا قفِ وتكلمي "

بصعوبة إبتلعت ما في ريقها وقالت بتأتأة

"ء انا... أقصد"...

"أجلسي..."

تكلمَ تاي بحدة وبصوتٍ مرتفع قليلاً

تقدمَ نحو جونكوك ووقف أمامه... رفع جونكوك بصره نحو الأستاذ

قلبَ عيناه ووقف وقال بكل جرأة

" لم أدرس... هيا عاقبني مجدداً أستاذ كيم تايهيونغ.."

بهدوء نظرَ له الأستاذ ثم أردف

"ستنظف اليوم الباحة المدرسية... واليوم ستكون لكَ رفقة.. بالطبع تعرفها الآنسة ليزا"

"حاضر أستاذ"..

جمعَ الأستاذ عدته وكتبه ووصلَ ناحية الباب لكنه شعرَ فجأة بفقدان توازنه فأمسكَ الباب بقوة...

نهضَ الطلاب جميعهم وتوجهوا نحو أستاذه أستاذهم لكنه قال بسرعة مغمضاً عيناه بقوة

" إرجعوا لمقاعدكم... انا بخير "

سمعَ تايهيونغ همس الطلاب فيما بينهم لكنه تمالكَ نفسه وعصرَ قبضه يده كي يستعيد تركيزه.. خرجَ من الصف وهو لايزال يشعر بالدوار القوي..

سمعَ ذات الصوت يهمس له..

"ألم تكتفي من إيذاء أحبائك؟؟ لما لا تنهي حياتك هاه هذا أفضل لك "

مسحَ تايهيونغ عرق جبينه بكم قميصه وفتح عيناه بتعب ينظر حوله

لكن الممر فارغ تماماً من الطلاب...

******

مدَ يده بجيب بنطاله وأخرج منه الهاتف وبحث عن إسم زوجته... هي طبيبة بالنهاية

فقدَ توازنه تماماً وسقطَ على الأرض مغشياً عليه...

خرج جونكوك بعد أن لعنَ الأستاذ كيم مع أصدقاءه ويقهقه بصوتٍ عالٍ...

إلتفتَ يساراً ولمحَ أحدهم ساقطاً على الأرض رمى ما في يده وركضَ بكل سرعته نحو الشخص المغشي عليه...

"أستاذ... أستاذ كيم هل أنت بخير... أرجوك أستاذ أجبني..."

ضربَ على وجهه عدة مرات... تجمع الطلاب فوقهم... صرخ جونكوك مرة أخرى

"اللعنة إجلبوا ماءاً"...

مدت ليزا قارورة ماء لجونكوك ورش الماء على وجه وجسد تايهيونغ...

ضرب وجهه مرة أخرى ولكنه لم يستيقظ...

المختلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن