-|١|-

1.5K 107 69
                                    

صريرُ باب الغرفة انتشله مِن عالمه النازف أحزانًا

- يمكنكَ طلب ما يؤنس وحدتكَ هل قررت ما تريد؟

قال يناظر الأرضية: أريدكِ
و رفع جمجمته يحوّل نظرات أعينه تثقبها

- أريدكِ أنيسة وحدتي أيتها الممرضة؟
كان يتسائل نهاية حديثه ما إن كانت كذلك

- أنا طبيبتكَ، أولى جلساتنا ستكون حول ما ستختاره لقضاء وقتكَ.

أجاب: أوراقٌ و قلم يخطُ بسنٍ رفيع

- ما المميز فيما اخترت؟

نظر تجاه الباب الحديديّ ثم الأرضية البيضاء و تنهد :

- سابقًا كنتُ أمدح كل جميل دون التمتع بمعنى جماله د،
سوف أعيد تخيل كل ما أهدرتُ جماله أرضًا و أعبر عنه بطريقة غزَلية مريضة خرقاء تمثلني.

- يمكنكَ سرد ما تريد على الورق ، فما سر السِن الرفيع تحديدًا؟

قضم شفتيه بانزعاج: ليس سرًا خطي كان مُقرفًا في طفولتي وضعتني أمي في مقارنات مؤذية مع ابن عمي بهيُّ الخط، لكنه أصبح أكثر جمالا و أردت السن الرفيع لهذا فقط.

انتهى الحديث سريعًا بنوبة صرع شديدة رضخ لها مَن حاول
جاهدا الانتصار لكنه هُزِم شر هزيمة.

--
«قلمٌ يصارع ، و حبرٌ ضرير»
-
'بينَ أسوارٍ بيضاءٍ أرقدُ كـالسجينْ
لا صديقٌ يأوينِي و لا عناقٌ دفينْ
أواكبُ المرضَ بـصحةِ جنينْ
ينتهي يومِي شريدًا حزينْ
أُدعى جينْ.'
--

ختم رسم كلماته بنقطة و استل الأرض مضجعه، رغم
وجود السرير.

قلم و جمجمة✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن