-|١٠|-

241 56 32
                                    

اليوم لم تأتي الطبيبة و هو فقط يجلس، فقط..

طُرِق الباب ككل يوم و من الشق الصغير دلفت الصينية،
كانت تحتوي حساءً و كسرة الخبز المعتادة و دجاج؟

- هل زاركم اليوم علي بابا؟

هتف جين بصوت عالٍ مبتسم الثغر، و لم يلقى سِوى الخبط
على الباب الذي يصدر صدى مزعجًا و صوت ثخين من الخارج
يأمر 'تناول حبة الدواء يا أخرق' ،

لا يمكن لجين عدم تناولها حيث آخر مرة قرر فعل هذا منعوا عنه
الطعام و الشراب ثلاثة أيام كان ينازع روحه فيهم.

- لمَ يصرخ؟ هل يراني أصمًا!!

جين لم يأبه لأي ما كان لأنه سعيد، هو سعيد بقطعة الدجاج التي
بالكاد يتذكر طعمها و ربما شكلها، سعيد بالحساء تلك المرة كان لذيذًا،
جين سعيد لأنه يتمتع بحقٍ من حقوقه الطبيعية كإنسان.

ظل يأكل حتى آخر لُقمة هو لن يترك قطرة في الأطباق لربما لن يحظى
بيوم كهذا أبدًا،
أخذ يدندن كلمات أغنية من قديم الأزل كان هذا آخر ما استمعه،

و انتشل قلمه يكتب في صفحة فارغة من بداية السطر:

'أشعرت يومًا أنك سعيد من حساءٍ مصنوع بحب؟
دجاجة ساخنة دُخانها يسُر القلب؟
كسرة خبز كانت كالداء و في ليلة باتت دواء؟
الطعام.. هل التمستَ مكانًا آمنًا بين ذراته؟
فأقسم بطيب ما أكلت أن من صنعه مُحِب'

أراح قلمه و أوراقه أعلى السرير و جاور كلمات صديقه الجميل نَصوح.

قلم و جمجمة✔︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن