صمتٌ طويل بلا نهاية يعانقه، لم يترك القلم من يده لكنه لم يكتب حرفًا واحدًا،
يتحسر على عينه اليسرى التي لا يستطيع
النظر بها بعد الآن، و كان متأكدًا أنها إحدى نوباته اللعينة،شوّش فتحُ الباب تفكيره، و أبعد دموعه إلى حينِ حينْ،
لمح حذائها ذي اللمعة و الكعب المنخفض نوعًا ما لقد راهن
أنه سيكون ثلاثة سنتيمترًا فقط..- لم تنقذوا عيني ما سبب وجودي هنا إذن؟
- لقد تشنجتَ بشدة و ارتعشت يدكَ التي كنتَ تُحكِم إغلاقها
على القلم و فُقِعت عينكَ، آسفة لهذا.- تتأسفين؟ حمدٌ للإله أنني لم ابتلعه لأنه لا غيري يتحمل مرارة
تلك النوبات، و كل ما أريد معرفته ما سبب وجودي هنا!- جين اهدأ.
- أمقتُ الأبيض و ها أنا هنا مزجوج في بياض اعتقدته نعيمًا
و كان تفكيري فقط هو ما ينعم بالجمال.
كان يصرخ بملئ أشداقه و احمر وجهه و أذنيه و هو ينهج.- مَن جاء بي إلى هنا حتى سحقًا لكم!
- هل تتذكر من أنتَ؟ عائلتك والدتك والدك هل تذكر؟
- أُدعى جين هذا فقط ما أعرفه.
- ما تعرفه هو سبب وجودك جين لذا اهدأ و تجاوب معي.
زفر أنفاسه بسخرية لقد فقد عينه منذ قليل دون أن يشعر
و هذا ما يتلقاه أليسَ مضحكًا!- بماذا تشعر؟
- لا شيء سوى القرف من هذا المكان.
- ما هي أفكارك الآن؟
- قتلكم واحدًا تلو الآخر و الانتحار بعدها.
- انتهينا.
قالت هذا و شرعت تلملم أغراضها.- أيتها الطبيبة ما هو اسمكِ؟
- لابد أنكَ لا تريد معرفته الآن..
- ما هو موقعكِ من الإعراب أصلا عدى أنكِ طبيبتي؟
- أنا نقطة فاصلة بالنسبة لكَ يا جين إن مُحيتُ انتهيتَ معي.
- تبدين واثقة على كل يمكنكِ الخروج أيتها الطبيبة البلا اسم.
ابتسمت له بهدوء و خرجت تفصل نفسها عنه مجددًا و مجددًا.لكنه جمعَ بقاياه المهشمة على أي حال لا يوجد من يعيد ترتيبها سواه.
أحكم إمساك القلم على مذكرات : «قلمٌ يصارع ، و حبرٌ ضرير»
'فقدتُ طرفًا من أطرافي، عيني، شغفي، إشراقي،
و إيماني بوجود ما يستحق العيش، لن أُذنب بحقِ
نفسي يكفي ما أمر به، لكن من أنا؟ أين أنا؟ و لماذا؟
أنا مجرد نقطة منسية لا تجد من يضعها ختامًا لكلامه
أنا لاشيء لنفسي و لأي أحد يعرفني من الجميع،
كانت فرصتي الأولى لأحيا و الأخيرة لفهم نفسي.'- أيتها الطبيبة هل أكتُب بعضًا من الجمال لكِ؟ ، مع أنكِ شمطاء
لا تستحقين لكنني سأكتب فقط لجمالكِ الأسمر فقط جمالكِ.«جميل متجمل بأجمل الكلام»
---------
'صديقةُ القهوةِ بسمارِها و حبيبةُ البندقِ في تبسمها
الخشبُ يغارُ مِن وهجِ عينيها و الطينُ يسعد أنها ابنته
قمحيةٌ غبراء، و البُن تحت أقدامها بهاء'ابتسم حيث كلمات نَصوح متلمسها بيديه ثم قال:
- نَصوح يا صديقي هل تنعم بالراحة أينما كنت؟ لن أبرح مكاني
متذكرًا كلماتك دومًا، لا تخف لستَ منسيًا كحالي.و كانت الأرض فِراشه و الفِراش مضجع أوراقه و قلمه.
أنت تقرأ
قلم و جمجمة✔︎
Fanfiction[COMPLETED . 10-09-2021] و لأنني فشلتُ في التعبير عن نفسي، قررتُ سرد ألمي بجمجمةٍ فارغة و قلم شحيح حبره يبكي سوايّ بين السطور. • تحتوي مشاهد كئيبة، عنيفة، و دموية. • فصولها قصيرة. - الأسماء المستخدمة لا صلة لها بالمشاهير في الواقع، الأحداث و الأشخاص...