اقتصرت أيامه جميعها على أوراقه و قلمه ذي السن الرفيع،
يدخل الطعام له من شقٍ صغير أسفل الباب، حيث حساء الدجاج
دون ما يسد رمقه من البروتين و كوب ماء و شقةِ خبز، كان
الطعام دومًا مصحوبًا بقرصٍ أسود و خبط من خارج الغرفة
آمرًا إياه بتناوله.لم تزُره الطبيبة مجددًا كان يُقاضي فراغه بتخيلها أمامه،
حيث كتب في إحدى الورقات:'أتوه بذاكرتي ما إن كانت حقيقةً؟ كيف لي تخيل شبحًا بهذا الجمال؟'
كان يصارع المرض بجسد ذليل، لا يعلم سبب تواجده في تلك
الغرفة، أو حتى متى جاء، يتجول بين جدرانها في سكون
و يقرأ استغاثات سابقيه.. منهم مَن كتبها بالدم و منهم بالأقلام و الطباشير.لطالما رقد على البَسطية جوار جملة تمسه كُتبَت قبلًا بأحمرِ الدماء:
'الصرع كان إحدى نوبات التعبير عن كُرهي لكم، فـ عساه يشتد و يأخذني لمكان أفضل حيث البياض الحقيقي لا بياض مزيف يزين الجدران فقط؟' -نَصوح
لا زال يُضارب الصرع وحده ليلًا و ينجو بأعجوبة من الإله مع أطرافه الثلاثة.
- لستُ أعلم مَن هو نَصوح، لكنني متأكد أن الصرع ابتلعه منذ زمن.
أمسك قلمه و قرب أوراقه بينما يجالس الأرضية
حيث كتب في مذكرات
«قلمٌ يصارع ، و حبرٌ ضرير» :'أشاطُر كلمات نَصوح ذات الغرفة،
أغطُ في النوم جوارها أغلب أيامي الكاحلة،
إنها كلمات رفيقة و مؤنسة حقًا'و فتح ورقة جديدة حيث ترأسها عنوان
«جميل متجمل بأجمل الكلام» :'أشتاق حيثُ كنت رُباعيُّ الأطراف ،
أداعب القطة و أتقافز رفقة الأطياف
كانت الحياة أجمل بقدمي الغير موجودة الآن'و مجددًا أراح القلم و الأوراق على الفراش ممددًا جانبه
على الأرضية جوار كلمات نَصوح.
أنت تقرأ
قلم و جمجمة✔︎
Fanfiction[COMPLETED . 10-09-2021] و لأنني فشلتُ في التعبير عن نفسي، قررتُ سرد ألمي بجمجمةٍ فارغة و قلم شحيح حبره يبكي سوايّ بين السطور. • تحتوي مشاهد كئيبة، عنيفة، و دموية. • فصولها قصيرة. - الأسماء المستخدمة لا صلة لها بالمشاهير في الواقع، الأحداث و الأشخاص...