قلم و جمجمة✔︎

-|٢٠|-

انقشع الصباح من بدر الفجر و كان جين ينتظر تايهيونغ،
يستمع وساوس على مقربة منه و بعضها يصدر من داخله كأنه يحاور نفسه، يرى ظِلا أسودًا في زاوية الغرفة الضيقة يخبره أنه صديقه نَصوح، يمد له يده السوداء كي يقترب منه.

و كلما حمل عكازه يستند عليه كي ينهض لنَصوح كان كل شيء يختفي مخلفًا ظلامًا دامسًا في المكان، و هذا لم يصبه إلا جنونًا.

- أعتقد أنكَ إن لم تستيقظ الآن سوف أموت هوسًا هنا يا هذا.

خبط بيده على الجدار بكل قوته لينهض تاي بفعل الصوت.

- صباح الخير.

- هل أنتَ في كامل قواكَ العقلية؟

- لا أضمن لكَ لكنني فقط أجاري الوضع، فهل تريد مني أن أخبرك كم أنني لا أشعر بأطرافي وعلى رغم أنني لم أكمل أسبوعًا هنا إلا أني تعبت و أريد العودة حيث كنت سابقًا فعندما كان يتم نهشي من مساجين مثلي كان أرحم و أهون من عذاب مَن يتمتعون بالعقل السليم هنا، هل تريد مني إخبارك بكل هذا و البكاء كالطفل؟

- لم لا تخبرني يا تايهيونغ أخبرني و حسب.

- إنه شيء يشبه نوباتك التي تنعتها باللعينة لكنه أفظع،
فظيع عندما يتم جري من بين سُباتي كالكلب و يتكاتف الكثير من الهمج فوق كتفاي يثبتونني أعلى سرير رغم بياضه يخفي دموع جميع مَن كُبِل فوقه، يربطونني كبقرة ثائرة و أقسم أنني لا أملك المقدرة على الدفاع عن نفسي إنش أنملة.

- يتقدم الطبيب بنظراته الشريرة.. أتعلم؟ إنها أخبث من نظرات عمتي الثعلبة، يضع جهازًا لعينًا فوق رأسي تحديدًا الجزء العلوي من جمجمتي، و شيء داخل فمي أعتقد أنه الشيء الوحيد الجيد لأنني أكتم غيظي به، هذا يمثل الجزء الجيد من نوبتك عندما تنسى ما حدث، لكنني لا أنسى..

إن كُتبَت لي حياة خارج هذا المكان لم و لن أنسى الألم الذي يفتك رأسي، يهتز له جسدي كاملا أشعر كأنهم ينتزعون مني روحًا فوق روحي، بينما هم يقفون جانب السرير و نظرة المتعة في أعينهم تضيء.
أنا أكره هذا لست وضيعًا أقسم لا أستحق تلك النظرات المتحقرة لست سيئًا أنا لست كذلك البته،

- 'لو استطعتُ مشاطرتكَ الألم لفعلتُ يا صديقي..
عجزي يمنعني لكنني سوف أتقاسم الحزن وياك لذا ابكِ حتى تجف محاجركَ ابكِ حتى تستطيع تجاوز آلام القادم ابكِ من قلبكَ.'

كانت ليلة أخرى تُحتسب بين طيات البياض لم يسهرها سوى
جين، تايهيونغ، و عَبراتهم المكبوتة.