أعداء مدينتي || ليفايهان || مكتملة

Ch20.

ملاحظة: العلامات هذي - - يعني كلام داخلي

فتح عيناه بتثاقل.. رؤية غير واضحة ورائحة معقمات تملأ جيوبه الانفية، رطّب عينيه مرارًا وتكرارًا ليحاول تحسين الرؤية لديه، مال للجهة اليُمنى ليجد رأس نسائي أشقر مائل على طرف الأريكة وينام بعمق.. أدرك بعد لحظات أنها نانابا.. ثم مال للجهة اليُسرى ليجد ذات المنظر ولكن كان فالكو..

ليفاي - سحقًا.. لم أمت -

تنهد تنهيدة عمقية أحسّت بها صاحبة العينان الزرقاوتان.. رفعت رأسها نحوه لتجده يرفع يديه المصابة مقابل وجهه ويحدق بها بصمت.. عدلت جلوسها لتكون أقرب له ثم تحدثت بهدوء

نانا: منظر فريد من نوعه.. من أين خطرتك لك فكرة الانتحار الغريبة هذه؟
ليفاي بصوت مبحوح: لا تدعون الشخص ينتحر بأرتياح.. عليكم اللعنة

أنزلت رأسها وهي تضحك ثم رفعته مجددًا وتحدثت بنبرة حانية
نانا: لقد خفنا عليك كثيرًا، أياك وإيذاء نفسك مجددًا ليفاي.. هذا يزيد من وجعك لا يُخففه.. نحن نحب تواجدك بينا، لما تحاول الابتعاد؟

ضل صامتًا يستمع إليها بتركيز رغم أنه ينظر للسقف، تابعت بنبرة أكثر عتابًا
نانا: هل.. تظن بأنك الوحيد الغير قادر على التأقلم في هذه البيئة؟ ليفاي.. نحن معًا منذ سنوات طويلة.. نُدرك تمامًا بشاعة الطفولة التي عاشها كل واحد منا، ونُدرك أن الحياة تبدو وردية للغاية عندما نتمكن فقط النجاة من عملية صعبة.. لست وحدك من عانى من الفقد.. عليك المتابعة والمضي للأمام، عليك النسيان.. نسيان من رحلوا

نظر إليها بعين متأثرة، وكأنها لامست وجعه وغايته، كانت نظرته تلك رسالة لها لكي تقترب منه، إقتربت ومسّجت رأسه بحنان..
نانا: لا بأس.. سيمضي هذا الالم وستستطيع الحياة فأنت أولى بها من أن تضيع بين افكار سوداوية لا حصر لها
ليفاي بحزن: إلى ذلك الحين.. كم سأبقى قادر على الاحتمال.. نانابا

أمسكت بكفّه ولا تزال الاخرى فوق رأسه، لا تستطيع الاجابة على هذا السؤال فهي تعلم ان ما وصل إليه هو بسبب محاولته الاحتمال، بلا هدف ومن اجل اللاشيء.. فقدانه لهانجي حطمه فهي شُعلة الأمل الوحيدة التي أضاءت حياته، رغم أنها متأخرة ولكن نورها شع في كامل قلبه وأضفى إليه جميع المشاعر الجميلة.. لا يعلم إن كان في قلبها ذات المقدار من الحب لكنه يعلم أنها يحبها إلى هذا الحد، إلى حد الجنون..

____________

إنتهت فترة علاج يده، وبسبب التلوث الذي اصاب الجرح إضطروا إلى بتر إصبعيه.. كان طيلة الطريق يُنقل ناظريه بين الشوارع عبر النافذة وبين شكل يده الجديد، تحدث أيروين بصوت عالِ ليسمعه الجالسون في المقاعد الخلفية
ايروين: لقد حضرت منزل جديد لنا
نانابا بملل: هففف! مرة أخرى؟
ايروين: ستحبون هذا المنزل أكثر، له إطلالة جميلة والهواء النقي يعم المنطقة، كما أنه بعيد عن الشبهات.. ليفاي، غرفتك تُطل على البحر مباشرة ستحبها كثيرًا