رحلة التغيير ..1..*

221 4 2
                                    

اخر يد رأيتها تلوح لي بالوداع.. كانت يدك يا أبي ..

ولم تكن يدك أنت من نشلتني من بين الركام .. نعم أنا متأكدة فتلك اليد مازالت ممسكه بي الى الآن ... وهي ليست يدك .. فعذرني ان طالت غربتي ..

فقط انا لم أستطع أن أفلت يده بعد ...

لا أعلم لماذا ..؟!

فقط أنا لا أستطيع .. أو أنني .. لا أريد !

لا أعلم ..

فمازال صوت الانفجار يدوي بداخلي .. وفي بعض الليالي اقسم لك أنني ما زلت اسمع أصواتهم ..

أصوات أولئك الذين لفظوا اخر انفاسهم بجواري . ..

وأكثر ما يفزعني هو أنني لم أعد عرف من أنا ولا الى أين يأخذ بي هذ الطريق لم أعد متيقنة من شيء جزء مني قد دمر بذلك الانفجار أما الجزء الأخر مازال مبعثرا .. الشيء الوحيد الذي قد أجزم عليه هو أن حياتي قد تغيرت للأبد ...منذ تلك اللحظة

استيقظت رند بهلع ... نظرت حولها بسرعه .. .. وقطرات العرق كالبلور على جبينها : ما زلت هنا؟!....ما زلت في هذا الكابوس !!..

وما لبثت أن يهدأ قلبها قليلا وتسكن أنفاسها من فزع ما حلمت به حتى أتها صوت أنينه الخافت بجوارها ..

التفتت عينها نحوه بهدوء .. لتهمس لذاتها : أولم يمت بعد ؟؟....

................................................................................................................

قبل الحادثة بشهر

في منزل أبو رائد "جمال ".. هناك فوضى عارمة اجتاحت هذا المنزل .. الكل بحالة استنفار تام لتجهيز نفسه للرحلة القادمة التي كان الجميع بانتظارها ... ولا يكاد أحد ان يرى تلك الفوضى حتى يدرك مدى حماس أصحابها .. فتناثر الحقائب والملابس بكل مكان والنقاشات التي لا تهدأ حول ماذا عليهم أخذه أو تركه وبكل نقاش الذي دائما ما يتحول لصراع بنهايته يصرخ جمال بصوت عال ليسمعه الجميع وينهي الصراع أنهم ذاهبون إلى حضارة جديدة بلد به بشر مثلم وليس الى صحراء قاحلة وأن عليهم تخفيف ما يأخذون ليتاح لهم هناك التسوق كما يشاؤون

ولكن هيهات ... لا يلبثون دقائق بهدوئهم حتى يعاودوا الكرة مره أخرى

تنهد جمال بيأس ثم قام مغادرا وبيده فنجان قهوه وبيده الأخرى جريدة الأخبار مبتعدا عن صخبهم ليجلس في حديقة المنزل يكمل احتساء قهوته ويعود لجريدته بكل هدوء تركا خلفه المعركة بين زوجته وأبنائه الثلاثة رائد وسائد التوأم المراهق وأختهم الكبرى رند برغم هدوئها الدائم الى أن حماسها المشع هذه المرة الملاحظ بصوتها وابتسامتها التي لا تزال مرسومه على شفتيها منذ يومين لم يغب عن الأنظار وهذا ما أراده جمال من هذه الرحلة بأكملها..

لم يبقى سواكِ ..١..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن