..36.. صدفه

15 2 1
                                    


"حتى أعظم حيتان البحر ليس لديها أي قوة في الصحراء."

.............

ماك : .. زوجته ..
ومد يدة ليصافحها : اهلا بكي سيدة رند .. سعيد بمعرفتك
.. لتمد رند يدها بكل بساطه لتصافحه .. بينما في داخلها كانت هناك معركه طاحنه .. الى انها عزمت ان تكسر هذا الخوف وتهزمه .. وهذا اليوم .. لن تهرب مجددا .. كل هذا الرعب سينتهي ..

بينما فهد واقف بذهول ينظر لرند وكلمتها تصرخ في رأسه
... زوجته ... لقد وافقت اذا ..

شدت رند يدها على يد فهد لتقطع شروده فمارك يحادثه منذ فتره وهو غارق بعالم اخر ...
فهد :عفوا
مارك : مابالك يارجل وكأنك ترى زوجتك لأول مرة ..
فهد : ها نعم زوجتي ..
وعاد للنظر ببلاهه لرند الكلمة كانت غريبة بشكل كبير ..
ضحك مارك من حركه فهد ..: كم انتما رائعين.. يبدوا الحب بينكما كبير ..
لتسعل رند وفهد سويا .. حب .. اي حب ..

ثم اشار لهما للجلوس ....
جلسوا بجانب بعضهما البعض ..
وبعد ان انشغل الجميع .. اقترب فهد من رند وهو يضع يده على ظهر مقعدها .. ويقترب برأسه ..
وقال بهمس : كيف حالك ياسيدة جلبيرا الان ..
ابتسمت رند تلقائيا على طريقة لفظه للسيدة جلبيرا ..
رند : اعتقد انني بخير الى الآن .
فهد : جميل .. جميل جدا ..
نظر فهد لعينيها ..: متى قررت ان تصبحي زوجتي ؟؟
رند :في ليلة الأمس ..
فهد : لماذا ؟.
رند : اعتقد بأن هذا هو الخيار الصحيح .. اليس كذلك ؟.
فهد : بلا .. فهذا خياري منذ البداية ..
إلتفت لكوب الشاي امامه .. ثم قال : لكنك تعلمين بأن هذا الزواج .. اقصد حينما نتزوج .. لن يكون زواجاً تقليدي ..
لتخرج ضحكه خفيفه من رند مما جعل فهد ينظر لها بستغراب
ثم قالت بعد ان اقتربت منه : عزيزي منذ متى كانت حياتنا سويا بها شيء تقليدي .. هههههههه
فكر فهد قليلا ليضحك هو الاخر .. بالفعل .. منذ ان اجتمعا هاذين الاثنين .. لم يمر عليهما يوم واحد تقليدي ...
بدأت المأكولات المتنوعه تقدم لهم ....
بالكاد استطاعت رند ان تأكل اي شيء ... فهي الان في معركه وصراع شرس داخلها ... ثم وقفت بعد فترة وهي تتنفس بعمق ..
فهد: الى اين ؟
رند : اعتقد ااني سأعود للشقه ....
وقف فهد بقلق لما قلب حالها هكذا : رند ..
قاطعته رند : لا تقلق انما انا لا اعلم .. فقط اظنني انتهيت من معركه اليوم .. واظن انني نجحت . اليس كذلك ..
كانت تتكلم وهي تنظر لكل من حولها وبدأ الخوف يسيطر شيئا فشيء عليها ..
فهد : رند عزيزتي ..
رند وقد توترت اكثر وبدأ يظهر على صوتها نبرة بكاء بينما تحاول ان تخفيها ببتسامه : يكفي .. سأعود .. صحيح .. يكفي ..
ابعدت المقعد حتى تتوجه للشقه ولكن استوقفتها ايدي فهد وهو يمسكها .. وشدها لتعود للجلوس
فهد : فقط تنفسي.. انت رائعه .. وقوية جدا .. فقط استمري .. انك تنجزين عمل رائع ..
رند : انا فقط ارغب بالعودة ..
فهد وهو يمسك بها اكثر : ستعودين .. بل سنعود معا .. لكن ليس الان .. ثقي بي ..
عدلت رند من جلستها وهي تحاول بكل قوتها ان تسيطر على داخلها ..
ارخى فهد يده وسحبها عندما رأها تقريبا بدأت تهدأ انما رند سحبتها من جديد لتتشبث بها ..
رند بهمس : لاتبتعد ..
فهد : لن افعل ..
بدأت رند تستجمع شجاعتها مرة اخرى .. بينما قلبها يدعي ان يمضي الوقت بسرعه لتعود لغرفتها ..
ولأنهم كانو الضيوف الجدد كانت انظار الجميع على هذا الثنائي الجميل ... كانو معجبين بهم بشدة .. وخاصه الفتيات لم يزحن انظارهن عن فهد .. وسامته ملفته للأنظار .. وبعد حركة رند ..
تقدمت امرأه في ال٤٠ من عمرها لهم ..
الإمرأه : مرحبا بكما في سطحنا ..
تبسم لها فهد : اشكرك سيدتي ..
المرأه : ادعى ماريا .. وانا جارتكم في الشقه رقم ٢ وهذا .. وشارت لرجل يجلس بجوارها .. انتوني زوجي .. وتلك الاميرة .. وشارت بتجاه احد الفتيات... ابنتي جسيكا ..
ابتسم لهم فهد ورند..
ماريا : يبدوا انكم ازواج جدد .. ؟؟!
فهد :احم .. ها .. نعم نحن كذلك ..
ماريا : علمت هذا الشيء .. لتقرص يد زوجها .. الم اخبرك .. هذا الحب لا يرى سوى في بدايات الزواج ... انظر كما هما جميلين ... الحب يليق بكما ..
واشارت ليد رند المتشبثه بيد فهد ...
استطاعوا فهد ورند بشق الانفس ان لا ينفجرا من الضحك ..
نظروا لبعضهما وهمس فهد لرند : جميل ان الخفايا لا ترى ..
رند ولم تستطع كتمان ضحكتها لتخرج منها ضحكه خفيفه برغم كل الصراع المدوي في راسها انما فكره ان تترجم كل حركاتهم على انهما حبيبين .. شيء فوق الوصف..
وما ان رأت انظارهم اتجهت نحوها حتى توردت من الخجل ..
مارايا : انظر انتوني ... كيف يغازلها .. لقد توردت من الخجل .. ياه ما اجملهما ..
اتسعت حدقت رند .. لقد فهم الجميع ان فهد عندما همس لها كان يتغزل بها لذا هي ضحكت وخجلت ..
نظرت لفهد لتراه يخفي وجهه بيده وأكتافه تهتز من الضحك.. ..
لتقوم بمد يدها وقرص فخذه بقوة .. مما جعله ينتفض من الالم .. ويكتم ضحكته فورا ..
رند وهي تتوعده : يبدوا ان الامر اعجبك .. سيد فهد ..
فهد وهو يبتسم بمكر : ولما لا يعجبني سيدة جلبيرا ..
وعاد للضحك مجددا مما رفع من ضغط رند ..
فوقفت وارادت الابتعاد ..
فهد : حسنا حسنا سأصمت .. فقط لاتغادري ..
جلست رند بهدوء : انت تعلم انه لايوجد بيننا اي حب او هراء مما يتحدثون ..
فهد : اعلم ذلك لكنهم لايعلمون ... استمتعي .. وهكذا اضحكي .. لا شيء يستحق الحزن لأجله ..
رند تنهدت وهي تنظر اليه وكم هو مبتسم ولأول مره تشعر انه يبتسم من قلبه .. وكأن هموم الكون الذي يخنقهم تلاشت .. مما جعلها تبتسم تلقائيا ..
عادت ماريا وبيدها طبق حلوى : تفضلى تناولا هذه الحلوى قد صنعتها بيدي ترحيبا بكما وبالزوجين الاخرين .
مد فهد ورند يدهما لأخذ قطعه بينما فهد يقول : زوجين اخرين غيرنا ؟
ماريا : نعم .. يسكنان شقه رقم ٣ هما ايضا متزوجان حديثا .
فهد : جميل ..
ماريا :كجمالك ياعزيزي ... وغمزت له وهي تضحك ..
ثم اشارت نحو شخصين يجلسان بشكل معاكس ليكون ظهرهما لفهد ...
ماريا : هذان هما .. دعني اعرفكم سويا .. فهم يبدون لطفاء للغاية ..
واتجهت نحوى الزوجين تحادثهما وهي تشير لفهد ورند ..
بينما بدأ فهد ورند يعودان لضحكهما وتعليقاتهم غير معيرين لما قالته ماريا .. .. وكان المقصد ان يحاول فهد اشغال رند قدر المستطاع عن التفكير بخوفها ..
ليلتفت فهد .. لمن حوله بتلقائية ..وهو يضحك من تعليق رند على احد اطباق الطعام .. بانه يشبه شكل جدتها ... ..
ليتجمد كل شيء حوله .. وهو ينظر للشخصين الذان يحادثان ماريا .. واتسعت حدقه عينيه .. غير مصدق ..
بينما رند كانت ماتزال تنظر لطبق الطعام بيدها .. ولكنها تنبهت على فهد الذي لم يعد يصدر صوت .. لتنظر له .. لترى تلك الملامح التي اكتست وجهه وهو ينظر للأمام ..
لتنظر نحو اتجاه نظره .. ومن هول صعقتها وقع الطبق من يدها ليتحطم ..
وما هي الى دقائق حتى يتحرك الشخصين مع ماريا بتجاه فهد ورند الذين تجمدوا بشكل تلقائي ..
وما ان اقتربو ليتجمدوا الاثنين ايضا ... لتتوقف الدقائق .. والانفاس .. الملامح كانت ملاح شخص يرى شبح ..
بينما ماريا ما ان رأت حطام الطبق عند اقدام رند حتى تسرع لها لتتفقدها ..
ماريا : بنيتي .. هل صابك أذى ..
بينما رند مازالت على جمودها ..

لم يبقى سواكِ ..١..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن