ندم ..18..

22 2 0
                                    

" أنا لا أهجر أحداً ، إنما أتغير بشكل يجعلك تبحث عني
وأنا جالس أمامك "
..........

ما هذا الجنون الذي حتل عالمنا بهذه القسوة ماذا أصبحنا وكيف لإنسانيتنا ان تصبح بهذه الوحشية ...: قالت زمرد وهي تضمد جراح خالد وريم

اجسادهم مليئة بالخدوش وقد اصطبغت اماكن بألوان الطيف واماكن اخرى قد سلخ الجلد عنها من قوة الضرب ... اعناقه وكأنها منحوره من احتكاك الحديد بجلودهم ...

يرتجفان بجنون بين يدي رند وفهد ألم يكاد يفتك بهما
نادر: يالهما من مسكينان ..
زمرد وقد اشتعلت براكين بقلبها : هذا اللعين هنري لتقطع كل علاقتك به هو مجرم مجرد من انسانيته ... لا يعقل كيف تعامل معهم ...
نادر : وهكذا سأفعل فليحل عليه غضب السماء بما فعل ...فهد يأبني لتجهز لهما مكان للمبيت نظيف يليق بهما وانتي ابنتي رند اعدي القليل من الطعام لهما وانا سأذهب لجلب القليل من الحليب الطازج والبيض
ليسرع كل من فهد ورند لفعل ما طلب منهما بصمت ... بينما بقيت زمرد تداوي جراح خالد وريم ...
لم ينطقوا بكلمه واحده منذ ان اعتقت رقابهم .... لم يصدر منهما سوى الانين ... ما عاشاه فوق الوصف ...
بعد ان تضمدت جروحهم ساعدت رند ريم لتغتسل وتغير ملابسها.. بينما ساعد فهد خالد للاغتسال وتغير ملابسه ...
اكلوا القليل من الطعام ليغطي بعدها وبأثر المسكن والهدوء التي توغل بجسدهما بعد طول عذاب .... بسبات عميق .....

بقي الجميع بغرفه الجلوس بمنزل نادر وزمرد بجوار الاثنين النائمين بهدوء ..
فهد: سيدي.. اتسمح لنا ايضا بالمكوث هذه الليلة معهما.. ؟
نادر: اتمزح معي يأبني ... المنزل منزلكم لتبقيا حيثما اردتم ...

جلس فهد بجوار خالد ... بينما رند كانت واضعه راس ريم على صدرها محتضنه اياها بقوه ... وتمسح على شعرها ...
وبعد صمت ....
قالت رند: لتعلمني كيفية الدفاع عن نفسي بأقرب وقت ... اريد الخروج من هذا الجحيم ...
فهد تنهد وقال: وهذا ما سأفعله الامور ازدادت تعقيدا ...
رند: لتعلمني كل شيء.. ارجوك..

ليتحرك فهد وتجهه للخارج حيث كان نادر يسقي نباتاته ....
فهد: سيدي ..
ليلتفت اليه نادر وعلى ثغره ابتسامة دافئة
فهد: لن أستطيع شكرك بما يكفي ... ما فعلته لنا والان لهم..

نادر: لتكف عن هذا الكلام فلا شيء مما فعلته يستحق الشكر هذا واجب لا بد منه ... بل تشهد الإلهة كم بقلبي خجل مما يفعله الاوغاد ابناء بلدتي بكم.. وكيف غلفت عقولهم بسواد لعين وتحكمت بهم الكراهية دون رحمه ...

فهد: عندما يخسر الإنسان كل ما يملك ويعم الفساد بالقلوب حتى تموت الضمائر سترى أعجب من ذلك ... السواد الذي غلف العقول لم يكون بفعل يوم وليلة.. انما هي تراكمات اثقلت النفوس حتى طفح الكيل.. لم يخرج الانسان الذي قمع منذ الازل ليدافع عن حقه والمطالبة بأساسياته كانسان إنما هو ثار بكل جنون لينتقم والانتقام يعمي البصيرة ...

لم يبقى سواكِ ..١..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن