تعثر ..14..

38 3 2
                                    

" ثم يتهمك بأنك لم تتمسك به ، ذلك الشخص الذي
بتر كل اصابعك "

.........

التعثر رقم ٣٢...
ليسقط فهد بعدها على الارض بكل قوه.. ... كان الوحل يغطيه ... وقطرات من العرق تتساقط من جبينه ...
انحنت له رند وهي تعرض عليه الماء ... ليرفع يده مبعد الكاس عنه ....
تنهدت رند.. لم تشأ ان تضغط عليه... فهو منذ الفجر يحاول بكل جهده للوقوف فقط على قدميه ... والان بدأت الشمس تنتصف في السماء ... ولم يحرز اي تقدم ...
جلست بجانبه ...: ما رأيك بأخذ استراحة الان.. انتصف النهار هيا لناكل .... في الطعام ستتجدد طاقتك ...
لكن لم تجد اي اجابه منه.. هو فقط ممدد على الارض ينظر للسماء بكل شرود ... شعور العجز شيء قبيح ..
.. بدأت بأعداد الطعام وهو ما بقي من لحم ذلك الغزال.. عله يأتي ما ان تنتهي ..
لكنه لم يفعل ... لتراه بعد مده يحاول الوقوف مره اخرى ويعود للارتطام بالأرض بقوه.. وهكذا ... استمر بلا كلل.. حاولت رند ان تساعده كثيرا لكنه قابلها بالرفض.. أصر على القيام بذلك لوحده..

حتى رحلت الشمس واظلمت الدنيا.. وكل ما يسمع هو صوت صرير الليل وصوت ارتطام فهد بالأرض ... وانفاسه المتسارعة ... كانت رند تجلس خلفه تشاهده بألم. لقد أدميت قدماه .... جسده يرتجف بقوه ... انه لعنيد مجنون ... لينهار باخر محاوله وقد كانت المحاولة رقم ١١٣ ... بقي مكانه.. وغرق بالنوم ... بدون شعور ... فالتعب الذي يشعر به الان شيء يفوق الوصف.... تعب جسدي ونفسي.
المها حاله ... لكن ما بيدها اي حيله ... هذا امر هو من عليه ان يقوم به ... دعت بقلبها.. وذهبت هي الاخرى للنوم ... ...

استيقظت منذ الفجر لتراه في مكانه مازال نائما ... لم تشأ ايقاظه ليسترح يكفي ما عاناه بالأمس ....
استدعت هنتر بهدوء ورحلت لتبحث عن الطعام ... فلحم الغزال أوشك على الانتهاء ..
عادت بعد وقت قصير بعد ان وجدت غزال اخر بالقرب من الجدول ليصطاده هنتر وتعود به.. حقا هذه المنطقة مميزه ... وجدت فهد يعود من جديد لمحاوله الوقوف ... وهكذا مضت عده ايام بالكاد فهد يأكل او يشرب وكل ما يفعله هو المحاولة اليائسة للوقوف فقط ... ...

وفي يوم وكان الوقت قد شارف على المغيب. كانت رند كالعادة تجلس خلف فهد.. وهو امامها يحاول الوقوف مرارا وتكرارا ..
ليسري ارتعاش خفيف بأوصالها عندما سمعت وقع اقدام متجهة نحوهم.. وقفت مسرعة لاتجاه فهد
رند وملامح وجهها تعتليه الرعب: تسمع ...؟؟
هداء فهد ليستطيع سماع ما اخاف رند بهذه الصورة لتتسع حدقه عينيه ... اللعنة هناك أحد قادم.. فمن صوت وقعة الاقدام.. يبدو انهم بشر ... اشار فهد لرند لتقوم بإخماد النار بسرعه وان تضع كل شيء داخل جذع الشجرة.. وهكذا فعلت بسرعه.. بعدها توجهت لتساعد فهد في الاختباء أسفل خيمتهم وأسقطوا العديد من الاوراق فوقهم حتى يتبين لمن يأتي وكأنهم كومه من الاوراق الميتة وبعض الاغصان ..... ...
وبعد لحظات. وكانت مثل السنوات على رند وفهد ...
صوت الاقدام أصبح بجوارهم .... اختطفت انفاسهم.. يبدو انهم أكثر من شخص ...
مضت عدة دقائق من تجولهم بالمكان.. تحدث أحدهم واخيرا.. كان صوته ذكوري ... تحدث باللهجة المحلية ... ليجيب عليه صوت اخر ذكوري ايضا باللهجة المحلية ... ليرد عليه صوت ثالث ايضا ذكوري بنفس اللهجة.. إذا هناك ثلاثة اشخاص ...استطاع فهد معرفه ما يحكى ... لينظر باتجاه رند التي ليس لديها اي فكره عما يجول بالخارج وعما يتكلمون ....
اقترب بسرعه لها وهمس بأذنها: اياك ......
ولم يكمل من صدمه ما حدث فقد سحبت رند من اقدامها بكل قوه.. ليذعر بشده .... تسارعت يداه ليمسك بيد رند لكنهم كانوا أسرع منه.. ولم يتمكن فهد سوى من لمس أطراف اصابعها ... وماهي الى لحظات لتكون رند بين ايديهم ... حاولت الصراخ مرارا وتكرارا دون جدوى فقد احكموا اغلاق فمها بقوه وقيدوا يديها جيدا.. .
كشفوا الاوراق والاخشاب عن فهد ... اراد بكل ما فيه ان يتحرك .... اللعنة على قدميه ... لم يستطع ان يحركهما شبرا واحد ... بدأ بالصراخ بكل قوته عليهم ليدعوها ...وما كان من الثلاثة المحليين الى النظر لفهد والضحك بقوة على عجزه ...
ليقترب بعدها أحد منهم ودنى من فهد الذي كان يتخبط بيديه املا الوصول اليه ليمزقه .... وبدا بالحديث معه باللهجة المحلية.. ليرد عليه فهد بنفس اللهجة ... وهكذا دار حوار كان مليء بالغضب من فهد ومليء بالسخرية من جهة الرجل الاخر.. ليقف الرجل وهو يضحك بضحكه قذره مقتربا لرند.. بينما الاخرين يقومون بتثبيتها ...
لم تعلم رند ما دار بين الرجل وفهد ولكن ما ان ابدأ هذا اللعين بالاقتراب منها حتى أدركت نواياه القذرة.. بدأت بكل قوتها تتخبط بين ايدهم علها تفلت.... دون جدوى ... وطوال الوقت لم يهدأ فهد ابدا بمحاولاته ليقف.. رند بين ايديهم ... ولم يهدأ صراخه عليهم ...
ثم أدرك شيء لربما يستطيع انقاذهم ...فصمت ... ولصمت فهد التفت الجميع اليه ... ليروه ينظر بالفراغ لفتره ثم بدأ بالصراخ مرة اخرى ولكن بكلمه واحده ...: هنتر ..
لم يفهم أحد من أولئك الأوغاد ما يقول ... ليلتفتوا مره اخرى لرند.. فوجه فهد حديث لاحد الرجال وهو يشير بيده على فم رند ... نظر له الرجل واعاد النظر لرند وبدا بالحديث من رند مشير لها ان لا تصرخ ...وانزل عن فمها الرباط.. أدركت رند ما قصد فهد بتلك الحركة لتصمت فترة من الزمن.. ومن ثم اخذت نفس عميييييق وأطلق صفير حااااااد ... اصمت الجميع..

لم يبقى سواكِ ..١..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن