" ربما الوطن ليس مكاناً ،
بل شخص "
.......تأملها فهد جيدا ... صمت لتقل كل مابقلبها .. يعلم جيدا كم هي مثقلة بالهموم .. وبعدما انتهت .. كانت انفاسها متقطعه .. كمن كان في قتال محتدم ..
تركها قليلا ثم قال بهدوء : انتهيتي ؟؟
اشارت رند برأسها نعم ..
فقال : اللعنة التي تتحدثين عنها .. انتي من صنعها ...
نظرت له رند وقد اتسعت عيناها ..
فهد : لا تنظري لي هكذا .. ان استمريتي بالتفكير بهذه الطريقه السوداوية للأمور .. هكذا تصنع اللعنات ... انتي لم تضري أحد ..الحياة هي من قسمت لكي نصيب من الألم .. ومعارك هذه الحياة ليست عادلة .. لذلك كان لابد لك ان تقاتلي في كل مرة وبشكل اقوى .. وللأسف ياعزيزتي معاركك كانت الاعنف بيننا .. ولأنك بشرية .. تعبتي .. ويحق لك ان تشعري بالتعب .. يحق لك ان تخافي وتفزعي .. هذا حق لانك إنسانه ..لكن ان تجعلي هذا الخوف يسطير على كل شيء حتى يلغي بصيرتك للأمور .. هنا انتي تقعين بكارثه .. وحتما هكذا ستضرين احدهم .. المشاعر التي تملئك الان.. ملئتني من قبل .. ضعي نفسك في مكاني قليلا .. انسي كل شيء وعيشي مجددا الأحداث لكن من منظوري انا .. في لحظات اصبح عملا اخذ من حياتي ثلاث سنوات مجرد ركام دفن العشرات من البشر أسفله ... قتل الكثير والكثير من حولي ..أمنت على فتاه لأحميها .. وفي احد المعارك عكست الادوار وهي من حمتني .. ابن عمي .. تعلمين ماذا يعني ابن العم .. هو دمي وهو اصلي هو جزء مني .. ترك يدي .. تخلى عني للموت .. للموت يارند ... افلت يدي لاذهب للموت بسلام .. انتي من نشلتيني .. انتي ترين ان الوعد تافه .. وان بقائك معي في تلك اللحظه وانتشالك لي من الموت شيء لايستحق و تافه ... لايوجد شيء تافه من هذا سوى كلامك ..بالنسبة لي لو استمريت طيلة ماتبقى من عمري لسداد دينك لي بما فعلتي في الغابة .. لن استطيع سداده .. مايجعلني اقوى واقدر هو وجودك كما ان وجودي جعلكي اقوى لتقاومي كل تلك الفترة .. اليس هذا ما اخبرتني به .. تشبثك بطيفي .. لا احد في هذا الكون يستطيع القتال لوحده لا احد لذلك انتي شيء .. وشيء كبير يارند ... لاتقللي منه ابدا .. والان ابتدأنا معركه جديدة ..ان استسلمنا سنكون خسرنا كل ماقومنا لأجله .. هناك خيارين امامنا .. الزواج او اللجوء .. ولا حكم لاحدنا على الاخر .. نعم ليس لي اي حق بالقرار هذا .. ان بقينا سنه او لخمس سنوات .. لايهم .. المهم ان نعود للديار .. اما بالنسبه لأمي .. وما قلته لك سابقا .. اريدك ان تتناسي الموضوع الان .. فكل ما في الامر ان التفكير بها كان ينهش عقلي لفترة طويلة وعند الغضب اخرجته كله دون وعي ... نعم الغضب شيء بشع .. واكرر اعتذاري لك ..تنهد وهو يمسح على وجهه ثم وقف ....
فهد : امامك هذا الاسبوع .. فكري جيدا ماسيكون معركتنا القادمة .. وابلغيني .. وبعدها نقرر سويا .. علي الخروج الان .. لقد استطعت اخذ اجازه من عملي الاول اما الثاني لم استطع ..
أنت تقرأ
لم يبقى سواكِ ..١..
Pertualanganعلمت انهم قد أصدروا حكمهم عليهما وان ما ينتظرهم لم يكن سوى الموت ... هي نظرت اليه مطولا وفي نفسها سؤال "أيستحق؟ " هو بادلها النظر وفي نفسه يقول " كم انتي حمقاء للبقاء معي " أولى أعمالي ... ^_^