علينا أن نتهذب

78 17 12
                                    

عندما يريد شابّ ما خطبة فتاة، يُرسل والدته وأخواته ليتفحّصنها، يرمقنها بنظرات لا تكاد ترمش من شدّة التركيز، يقيّمنها بمعاييرهن وإن كانت معاييرًا خاوية، تأتي إحداهن لتمسّد علىٰ شعرها فترىٰ نعومته، وأخرىٰ تقيس لون البشرة، تلك تنظر لأسنانها، وأخرىٰ لأظافرها، ولولا ذرّة الحياء المتبقّية لطلبن منها أن تخلع ليقيّمن ما تبقّىٰ، متجاهلات أيّ اعتبار آخر، وفي أحسن الأحوال يكنّ قد وضعن باقي الاعتبارات في النهاية.. إنّها ثقافة مجتمع أحمق مبنيّ علىٰ المظاهر، يعامل المرأة علىٰ أنّها سلعة.. متجاوزين الحدود، متناسين الآداب، نريد فقط أن ننقل لهذا الشاب مواصفات تلك السلعة، وبعدها يقرّر هل أعجبه تقييمهن، وهل أعجبه الغلاف ليشتري!، كمّ السطحيّة في طقوس الخطبة لا يطاق..




علينا أن نتهذّب..
عزيزي الشابّ، قبل أن ترسل أهلك تأكّد من أنّك تريد الزواج بتلك الفتاة فعلًا، اسأل كثيرًا، حاول أن تراها وهي خارجة للجامعة، للمدرسة، للسوق، لأيٍّ كان، وتأكّد من موافقتك قبل أن ترسل أحدًا، أو تذهب للرؤية الشرعيّة..


سيقول كثيرون: لماذا تعقّدين الأمور؟
وسأقول: سلوا بناتكم وأخواتكم عن معنىٰ أن يُعاملن كبضاعة، سلوهنّ عن مشاعر الرفض كم هي مؤلمة، تلك الفتاة (التي تقدّم لها أحدهم وبعدما التقاها قال: "لا يوجد نصيب!") ستظلّ دومًا تسأل نفسها: لماذا رُفضت؟ ما الذي ينقصني؟ وربّما تولّدت لديها عقد نفسيّة أو شعور بعدم الاستحقاق..

لا تستهينوا بمشاعر الناس، "الله الله في قلوب العباد"؛ يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "من كسر مؤمنًا فعليه جبره".. فأنّىٰ لكم جبر القوارير إن كُسِرَتْ؟!







‏الأمّ العربيّة تقوم -غالبًا- بفحص الفتاة قبل تزويجها لابنها، بشكل غير مباشر تفحص وزنها، طولها، شعرها، بشرتها، حِدّة نظرها، مشيتها، وقد يصل الحال لبعض الأمّهات بفحص كلّ أعضاء الفتاة.. أيّ فتاة تتعرّض لهذا الموقف، عليها أن ترفض هذه الطريقة الرخيصة لاختيارها كزوجة؛ أنتِ إنسان ولستِ سلعة.


لا تتهيّموا بجمالهن ورقّتهن وقامتهن والحليّ اللّاتي يرتدينها، أخبروني أيضًا عن روحهن وذكائهن وعن تلك الطاقة الهائلة التي وضعها الله فيهن. 🌿

تـوعـيـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن