من الناحية الأدبيّة..
إن نصَّ الدعاء الذي رواه أبو حمزة الثماليّ عن الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين (عليهما السلام)، يُعَدُّ نصًّا أدبيًّا نثريًّا عزَّ نظيرُه في الأدب العربيّ، وهو جدير بأن يُدرَس دراسةً أكاديميّة تقف علىٰ بنائه الأدبيّ وجماليّات البلاغة فيه..
إنّ أدب الدعاء من أكثر آدابنا العربيّة ظلمًا للأسف الشديد.
إنّ نصوص الأدعية في تراثنا لم تكن مجرّد نصوصٍ ترفع طلبات الإنسان إلىٰ الربّ، بل كانت نصوصًا أدبيّة تتنوّع فيها الأغراض ذات البعد الروحيّ كتمجيد الإلٰه ومدحه، والشكوىٰ من الضعف الإنسانيّ، والاعتراف بالذنوب، وتحليل شخصيّة المذنب، إنّها مثال علىٰ التعانق بين البلاغة الأدبيّة والحالة الروحانيّة!
من هنا كان التذوّق الأدبيّ لهذه النصوص أحد أهمّ العوامل المحرِّكة للأثر الروحانيّ الذي تستهدفه الأدعية والأذكار.
إنّنا نتعامل مع نصوص الأدعية بعقليّة المستثمر الماليّ الذي يحسب عوائد الربح من الأجر والثواب، وفي غمرة ذلك ننسىٰ أنّنا في رحاب نصوصٍ أدبيّة تزخر بالجمال الذي ينعش الروح. 💙