الصراخ الصامت

26 9 0
                                    

الصُراخ الصامت..
• كيف نستخدم النكد لإثبات محبّة الآخرين لنا؟!

في الحُبّ والزواج قد نحاول إيصال صوتنا بالطريقة الخطأ، الطريقة التي أعطت ثمارها في الطفولة مع والدينا، إنّ خيار العبوس والانسحاب من أبسط وأسهل الخيارات التي توصل فكرة انزعاجنا من أمر ما، بهذه الطريقة نحاول لفت الانتباه ليتمّ فهمنا واستيعاب احتياجاتنا دون أن ننطق بكلمة!

إنّنا نستخدم الصمت لنصرخ بهدوء طالبين الاهتمام، ونعتقد أنّه إن كنّا محبوبين بشكل حقيقيّ وصادق فسيقوم الشخص الآخر باستيعاب حالتنا.

ربّما أيضًا قد كانت هذه الطريقة فعّالة معنا في أيّام الحُبّ الأولىٰ، فنحن ننعم في مرحلة الخطوبة الذهبيّة بحالة من السعي الحثيث لفهم وإسعاد بعضنا بعضًا.. في البدايات نقوم باهتمام بمحاولة استيعاب الاختلاف بأيّة طريقة -ولو كانت خارقة-، لذلك يكون العبوس والنكد أمر سريع الملاحظة، أمر يدفع الطرف الآخر للمسارعة بإرضائنا والاستجابة لطلبنا.

بقدر ما يبدو العبوس أسلوبًا فظًّا في إيصال الرسائل، إلّا أنّه في الحقيقة سلوك به أمل يتقصّىٰ الحُبّ في الأرجاء!؛ ذلك أنّنا نفترض أنّ الآخرين لديهم بصيرة سحريّة عن أذهاننا، وإحساس بديهيّ لمؤشّرات عواطفنا، بينما في الحقيقة هم لا يمتلكون هذه الأداة السحريّة؛ لذلك سنكون دائمًا بحاجة لشرح نوايانا ومشاعرنا بصبر شديد، وبدون أيّ هجوم أو عدوانيّة.

إنّ العلامة الحقيقيّة للحُبّ ليست تلك البصيرة السحريّة، بل هي الرغبة الحقيقيّة في الشرح دائمًا والاستماع بهدوء.

تـوعـيـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن