ام رائعة

18 7 0
                                    

توجد أمٌّ رائعة قد علّمت ابنها دون أمر منها، دون أن يشعر هو، علّمته الأخلاق الحسنة والتعامل الحسن وحبّ الناس واحترامهم..
كيف؟

إنّها توصيه بحبّ وابتسامة:
بني، عندما نكون في جمع عائليّ، عندما تتحدّث إلىٰ معلّمك، عندما تتحدّث إلينا، تحدّث بهدوء وصوت منخفض؛ ليصغي لك من تريد، ولتكون محبوبًا أكثر.

بني، وضعت لك وجبتين من الطعام في حقيبتك المدرسيّة، إحداهنّ لك والأخرىٰ لصديقك (بفعلها هذا تعلّمه العطاء والتفكير بالآخرين).

بني، أسعدَني تصرّفك الحسن، أو: لم أتوقّع منك هذا التصرّف، هل تعتقد أنّهُ عمل جيّد؟ (بفعلها هذا تعلّمه التمييز بين الصواب والخطأ، وتشجّعه علىٰ أن يتعلّم من أخطائه ولا يكرّرها).

بني، عندما ترىٰ اثنان يتشاجران، فأصلح بينهما، ولا تشاركهما الشجار؛ لأنّ ولدي الذي أفتخر به لا يحبُّ أن يُضرَب زميله أو يتأذّىٰ، فكما لا نحبّ أن يؤذينا أحد؛ علينا أن لا نرضىٰ بأذىٰ الآخرين.

بني، هل تريد أن يكون طعامك لذيذًا جدًّا جدًّا؟ عندما تغسل يديك قبل تناول الطعام سيكون كذلك، ما رأيك؟! دعنا نقوم لنغسل أيدينا معًا.

بني، عندما يزعجك زميلك أو يؤذيك أخبر معلّمتك فورًا، وعندما يضربك لا تردّ الضربة عليه، اذهب إلىٰ الإدارة وأخبر المدير بذلك.

بني، كيف كان يومك؟ هل استمتعت به؟ ماذا قرأت؟ ماذا كتبت؟ هل لعبت؟ ماذا كانت اللّعبة؟ (حاولي أن تسأليه عن تفاصيل يومه؛ ليشعر أنّكِ مهتمّة به، ولتتعرّفي إلىٰ سلوكيّاته، إلىٰ ما يحبّ ويكره، وما المشكلات الّتي يواجهها؛ لكي تعملي علىٰ حلّها).

بني، هل فعلت هذا؟ (إن قال الصدق وانزعجتِ -كونه مثلًا كسر شيئًا ثمينًا- لا تعاقبيه، بل كافئيه، قولي له: صحيحٌ أنّي انزعجت، ولكن لن أعاقبك؛ لأنّك قلت الصدق ولم تكذب عليّ).

هل يريد بطلي الصغير أن يساعدني اليوم؟ (بهذه الطريقة تجعلينه راغبًا في تقديم المساعدة، لا نافرًا منها، علىٰ عكس طريقة الأمر المباشر، وهي عندما تقولين له مثلًا: قم وساعدني).

بني، ما رأيك أن تدرس الآن وبعد نصف ساعة تلعب؟ أم تلعب الآن وبعد نصف ساعة تدرس؟ (سيختار إحداهما، وفي الحالتين سيدرس، ولكنّ الفرق أنّه سيشعر هو من اختار ما سيقوم به بنفسه).

الأمّ العزيزة:
أنا أعلم أنّ ضغوطات الحياة كثيرة، والظروف متغيّرة، ولكن أدعوك ألّا تغفلي عن فلذة كبدك، مهما كنت متوتّرة أو مشغولة، خصّصي له وقتًا من كلّ يوم، اجلسي إليه، تحدّثي معه، شاركيه اللّعب، اقرأي له قصّة مفيدة، اعملي معه عملًا يدويًّا.. الطفل إن لم يجد من يهتمّ به ويتحدّث إليه، سينشأ انطوائيًّا، متوتّرًا، بعيدًا عنكم، ويضطرّ للتحدّث إلىٰ الغرباء بدلًا عنكم، ولعلّ علاقته تكون بهم أقوىٰ من علاقته معكم!
هل تريدين ذلك؟
أعلم أنّ إجابتك: لا..

أتمنّىٰ أن أكون وإيّاكِ قد توصّلنا إلىٰ نقاط مهمّة في التّعامل مع الأعزّة، ووجدنا علاجًا لبعض المشكلات..
ما رأيكِ أن تذهبي الآن وتحضنيه وتسأليه: ما أجمل عمل قمت به اليوم؟

تـوعـيـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن