"الموضوع ليس انتقال الفتاة من غرفتها الصغيرة إِلىٰ منزل كبير، أمر مهيب أن تترك دلال أبيها وحنيّة أمّها، وتصبح في كنف رجل آخر، شيء ليس بهيّن أن تصبح هي العمود الفقريّ لذلك المنزل والنصف الآخر لصاحبه، هذا أمر يتطلّب كثيرًا من الحنكة والصبر، أن تتحمّل مسؤوليّة شخص آخر من طعام وشراب ومواساة، وأن تعرف جيّدًا كيف تصبح ملاذًا يلجأ إليه حينما تضيق به دنياه، هذا أمر يحتاج كثيرًا من الفطنة والهدوء، لكن كلّ ذلك تهون حدّته وصعوبته إذا لاقت تقديرًا محمّلًا بالحبّ، كأن يمدح زوجها محاولتها الأولىٰ في إعداد الطعام، كأن يتقبّل روح الطفلة التي لا تزال تسيطر علىٰ أفعالها وكلامها، كأن تجد منه دلالًا يعوّضها عن دلال أبيها، كأن يكون ممتنًّا لفعلها أبسط الأشياء وأسهلها؛ الأنثىٰ وببساطة شديدة يمكنها أن تتحمّل كلّ شيء صعب وقاسٍ مقابل نظرة تشعرها كم أنّ ما فعلته مبهر وجميل وإن لم يكن كذلك".
