علّموا أبناءكم أنّ هذا العالم مليء بالألوان المختلفة، والتباينات العديدة، وأنّ الاختلاف لا يستدعي الخلاف، بل يجب حفظ الاحترام للمختلف عنّا، وأنّ القيم الصحيحة والمبادئ السليمة عندما تغرس في النفس منذ الصغر تكون خير بوصلة يسير الإنسان علىٰ هداها في هذه الحياة.
علّموا أبناءكم أنّ الأدب والاحترام في التعامل حقّ للجميع لا ينبغي التفريق فيه بين الصغير والكبير والغني والفقير، وأنّ التعامل الجميل والخلق النبيل خير مفتاح يلج فيه الإنسان إلىٰ القلوب، ويسير به في الدروب.
علّموا أبناءكم أنّ الحياة لن تكون ضاحكة لهم علىٰ الدوام، وأنّ الأيّام لن تجيء لهم دومًا بما يرغبون، وأنّ الرياح قد تجري بما لا تشتهي سفنهم.
ازرعوا في أعماقهم معنىٰ الإصرار والإرادة والمثابرة، زوّدوهم بالأدوات والذخيرة التي يواجهون بها هذا العالم، اغرسوا فيهم الثقة والاستقلاليّة وحسن التصرّف في المواقف الصعبة.. فلن تدوموا لهم ومعهم طيلة حياتهم، وبذلك ستهدونهم أعظم هديّة.
علّموهم أنّ ما كان لهم سيأتيهم رغم كلّ شيء، وأنّ الحياة واسعة، والفرص عديدة، ومع كلّ إشراقة شمس هناك بداية جديدة، وأخبروهم أنّ الاكتفاء غنىٰ، وأنّ النظر لما في يد غيرهم منقصة، وأنّ إكرام النفس واجب، وأنّ نقاء القلب نعمة، وتمنّي الخير للغير يجود عليهم بالخيرات والأعطيات.