هل معاكسة الشباب للبنات تزيد من ثقتهن بأنفسهن أم العكس؟
الجواب هو لا.. وسأخبرك بالسبب بشكل واقعيّ وليس مثاليّ ولا تنظيريّ: المعاكسة في أخفّ صورها، دعنا نتخيّلها بعيدًا عن التحرّش اللفظيّ الفظّ، ولتكن في صورة سينمائيّة لفيلم أربعيناتيّ، من نوعيّة "بُنسوار يا هانم"!، قد تُشعر الفتاة بنوع من الإطراء، قد تبتسم داخلها إذا كانت المعاكسة لطيفة خفيفة ذكيّة، ولكن.. حتّىٰ هذه الصورة المتخيّلة تضرّ بالثقة بالنفس، والسبب: هي تضع الفتاة في إحساس أنّها معروضة في فاترينة، إنّها ليست إنسانة حرّة، وإنّما "شيء" لإبداء الرأي، تزيد المعاكسات من إحساسها بأنّها طوال الوقت مهدّدة برأي أحدهم فيها، قد يطريها اليوم، ويشتمها غدًا، ويتجاهلها بعد غد.
أعرف بعض الفتيات لم يعدن قادرات علىٰ الخروج بدون مكياج حتّىٰ لا يتلقين معاكسة إهانة، في حين أنّ الفتاة قد تتلقّىٰ معاكسة مادحة إذا وضعته، يُدمّر هذا الثقة، عليها ألّا تبالي، وعليه أن يحترمها، ويتناسىٰ فكرة أنّ رأيه فيها مطلوب.. المعاكسة أيضًا تركّز علىٰ الشكل، علىٰ الجسد، علىٰ كونها أنثىٰ فاتنة لذكر، يضرّ هذا جدًّا بشعور البنت بالاستحقاق، يؤثّر علىٰ تصوّرها للحياة، علىٰ مسارها المهنيّ والاجتماعيّ بعد ذلك.
ما يزيد الثقة أن تمشي حرّة واثقة من أنّها محترمة وليست عُرضة لآراء الغير فيها مهما كانت "لطيفة" من وجهة نظرهم!
ماذا سيكون شعورك لو أنّ فتاة عاكستك ومدحت شعرك مثلًا، المرّة القادمة وأنت خارج من البيت ستكون متوتّرًا، ستراقب شعرك مرارًا، إذا لم تتلقَّ مدحًا ستشكّ في نفسك، إذا تلقّيته ربّما تفرح قليلًا، ولكنّك ستتضاءل من داخلك ويزيد شعورك بأنّك شيء أو دمية مرهون برأي الغير.