مستقبلٌ ينصح الماضي
آزر: إلىٰ متىٰ ستستمر هذهِ الفتاة في التأخير؟
سأضعُ حدًّا لهذهِ المسألة عندَ لقائنا.فمرَّ بهِ رجلًا كبير السن يُلاحظ عليهِ الحزن من سِماتِ وجههِ فقال له: كيف حالكَ يا بُني؟
-آزر: بخير يا عَم، ماذا تريد؟
-الرجل: رأيتكَ بركانًا وقلتُ أنْ اخفف حرارة هذا البركان قبل وصول الزائرين.
-آزر: ماذا تقصد؟
-الرجل: انتَ الآن كُنتَ تقول "سأضعُ حدًّا لهذهِ المسألة عندَ لقائنا" ، أليس كذلك؟
-آزر: نعم، قلتُ ذلك لأنني سئمتُ من الإنتظار في كل موعدٍ لنا.
-الرجل: انتَ الآن تنتظر لبضع دقائع وسئمت، كيفَ اذا انتظرتَ عُمرًا كاملًا؟
-آزر: ماذا تقول؟ عُمرًا كاملًا! لماذا سأنتظر كل هذا الوقت؟!
-الرجل: يا بُني، انتَ الآن خطيبتكَ تتجمّل لكي تراها جميلة ولا تنظُرُ لغيرها، تحاول جعلكَ فخورًا أمام اهلكَ عندما يرونها ولا يُعيبون ذوقَكَ في أختيارها، تأخيرها لمصلحتكَ وليس ضدّكَ، هي تستطيع أنْ تخرجَ في رُبع ساعة لأنّها ليست بحاجة لترتيب شعرها مثلك فهي ترتدي الحجاب، وليست بحاجة لأرتداء الملابس الجديدة فهي ترتدي العباءة، لكنّها رغمَ ذلك ترتّب وترتدي لأجلك.
يا بُني، هذهِ فتاتك إحرص علىٰ مُراعاةِ مشاعرها ورقّةِ قلبها ولا تجعلها مطفأةً لحريقكَ، صدّقني أمامكَ مستقبلك وأمامي شبابي، كُنتُ مثلكَ وبعد وفاتها صرتُ هكذا، والآن انتَ تعلم ماذا تفعل.
-آزر: شُكرًا يا عم، انا اعتذر لتذكيركَ بوفاةِ زوجتكَ.
-الرجل: لا تقلق، كُنتُ عند قبرها قبل قليل فأنا اتردد عليها في اليوم عدّةَ مرّات.
-آزر: لقد أتت فتاةِ ياعم، شكرًا لكَ مرّة ثانية، الىٰ اللقاء.
-الرجل: وداعًا يا بُني.من شدّة الحُب الذي في خافقي
احببتُ كُل حبيبةٍ من اهلهِ
الأُم والأختُ التي في بيتهِ
والجدة الكُبرى وسابعُ اصلهِ.