6 |ورقة رابحة|

6K 651 454
                                    

صباح اليوم التالي استيقظتُ على شعوري بأصابع آفيلين تتخلل خصلات شعري، اقتربتُ منها واحتضنتُها وكأنها آخر ما بقي لي بهذا العالم، الشعور بها كل صباح حين أستيقظ من النوم وكأنه الوسيلة الوحيدة لمعرفة أني عدتُ من الموت المؤقت نحو الحياة.

"الوقت متأخر بالفعل، ألن تنهض؟"

"لا يوجد وقتٌ متأخرٌ لأي شيء طالما ليس لدي عمل." همستُ ساخراً بينما مازلتُ مغمضاً عينيّ نصف نائم، طوال السنوات الماضية كنت أعمل، حتى في أيام العطلة كنتُ أشارك بمخيم الجامعة، لم أنعم منذ وقتٍ طويل بالنوم لوقتٍ متأخر.

"حتى وإن كان لديكَ تناول الإفطار مع عائلتك."

"هم ليسوا عائلتي، هم عائلة روي، روي هو عائلتي، لذا هم عملياً عائلة عائلتي.. فعلياً ليسوا عائلتي."

أنهيتُ جملتي أقترب منها أكثر، أسمع صوت أنفاسها الهادئة، هي صمتت للحظات تحاول استيعاب ما قلتُه ثم ضحكت بصخب تجعلني بعيداً عن نعاسي.

"هل تعلم أنكَ تقول أشياء غريبة حين تستيقظ من النوم؟"

"لا أحد يراني حين أستيقظ من النوم غيرك، لكن لويس يستغل هذا الوقت دوماً ليرضي فضوله لأني لا أكون في المزاج الجيد لمناقشته وينتهي بي الأمر أقول له ما يريد قوله، ولويس أيضاً يقول أني لا أطاق."

"أنتَ فعلياً لا تُطاق دون شرب فنجان قهوة في الصباح."

وكأن تلك الجملة كانت ملازمةً لشخصيتي، زمجرتُ متذمراً وأنا أبتعد عنها لتنفجر ضحكاً مجدداً لأن صوتي بدا كذئبٍ صغير مشاكس، تقريباً.. أونار!

" كنتُ أريد أن أقول لكَ أني سأصنع لكَ القهوة ولكن الأفضل أن أوقظ الأطفال وأحضرهم ريثما تجلب أنتَ القهوة لنا."

"حسناً.. لنشربها في شرفة قاعة الطعام."

حركت رأسها إيجاباً ونهضتُ بكسل لأبدل ملابسي التي كنتُ نائماً بها وتوجهتُ للمطبخ في الطابق السفلي، الشيء الجيد في هذا الصباح أنني لم أقابل أي أحد من عائلة روي، على وجه الخصوص ذلك الطفل الذي تعرض للإيذاء البارحة لتحدثه عن أمي.

"هل يمكنكِ إرسال فنجاني قهوة وكوبي حليب إلى الشرفة بجانب قاعة الطعام؟"

"أجل.. بالطبع سيدي."

"شكراً لكِ." قلتُ بابتسامةٍ صغيرة للخادمة التي عادت نحو المطبخ وسمعتُها تهمس لصديقتها أنني البيتا القديم الذي تم نفيه والذي يعرفه الجميع هنا.

زفرتُ الهواء من رئتي "كأن حاسة سمعكَ أصبحت أقوى من المعتاد." كلمتي الساخرة جعلت فوبوس يضحك ويرد 'بل أنتَ أصبحت أكثر تركيزاً على كل شيء.'

أيده ديموس ولم أستطع أن أرفض ما قالاه، توجهتُ نحو تلك الشرفة وأشعر بورائي بضجيج الخادمات يعددن الإفطار حتى يكون جاهزاً في الوقت، واستغليتُ الوقت قبل أن يتم مناداتي أو تنزل آفيلين لأتصل بسيريس.

Hybrid 2 | هجين 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن