Hybrid 2 | هجين 2

33 |عاشقان مختلفان|

صباح اليوم التالي صنعتُ قهوةً في مطبخ القصر، لأن الساعة كانت الخامسة تقريباً فالجميع كان نائماً بعمق، حملتُ الفنجانين ورائحةٌ جميلةٌ تفوح منهما رغم أنني غطيتُهما وتوجهتُ نحو غرفتي، حيث وجدتُ آفيلين تحضن لوران وتنام بينما أوناو نائم بعشوائية على الجانب الآخر.

وضعتُ القهوة على الطاولة وتوجهتُ للسرير لأحمل لوران وأبعدها من بين ذراعي أمها، وبسبب حركتي تلك استيقظت آفيلين التي لا تملك ميزة النوم العميق ونظرت نحوي بأعين ناعسة لأبتسم لها وأحملها مما جعلها تشهق متفاجئة وهي تفتح عينيها باتساع "ماذا تفعل؟"

"سآخذكِ لرؤية الشروق."

هي شهقت بخوف حين فتحتُ باب الشرفة ووضعتُ قدمي على حافة الحديد لأقفز مبتعداً، كان ذلك كثيراً عليها لحظة استيقاظها لذا هي فقط أحاطت عنقي بذراعيها وخبأت وجهها بعنقي بخوف.

وضعتُها أعلى الهضبة التي يجلس عليها هيلر عادةً، كانت رائحته واضحةً في المكان حتى رغم غيابه وقد بدا أنه اعتاد البقاء هنا منذ فترة طويلة.

بنفس السرعة الكبيرة عدتُ لغرفتي وجلبتُ الفناجين المليئة بالقهوة والتي حرصتُ مسبقاً أن تكون كبيرةً ومغطاةً كي لا تبرد سريعاً أو تقع أثناء حركاتي السريعة.

جلستُ بجانب آفيلين التي بدا وكأنها لم تستفق تماماً وناولتُها فنجان القهوة لتقول بتشتت "ماذا يحصل معك؟"

"فكرتُ بقضاء وقتٍ رومنسيٍ مع زوجتي، ولكن بما أننا وسط معركة ووسط قصر قطيع ملتزم فلم أجد أي طريقة للابتعاد سوى القدوم إلى هنا ورؤية الشروق."

"ماذا لو رآنا أحد؟"

"لا يهم.. نحن نشرب القهوة ونشاهد الشروق، من يهتم بمن يرانا؟"

بدا عليها عدم الاقتناع ولكنها احتضنت فنجان القهوة بسبب الجو البارد، ولأني كنتُ نائماً بملابسي من الليلة الفائتة فقد كنتُ أرتدي سترةً صوفيةً أحطتُها حول جسدها وقربتُه مني لتبتسم وتسأل "هل هذه مصالحة؟"

"لا أعتقد أن علي أن أقوم بمصالحتكِ بل العكس.."

كانت مصالحةً بالفعل لأني مشتتٌ بدونها، لكن كبريائي اللعين لن يسمح لي بقول ذلك وهي من كان سبب المشكلة.

"أنا آسفة، فقط لم أستطع البقاء متفرجةً كثيراً، أردتُ المساعدة ولو بشيءٍ بسيط."

كانت تقول ذلك مراراً من قبل، حتى أنني في سنةٍ من السنوات أخبرتُ الطلاب أن يتحدثوا معها في حال كان لديهم بعض الأسئلة، ولكن نادراً ما كان يلجأ لها أحدهم فهم يفهمون الأمور البسيطة مني، وهي رغم كونها متخرجةً ستجد صعوبةً بالإجابة على الأمور الأكادمية أو المهنية الصعبة جداً.

لأني أتفوق عليها في كثيرٍ من النواحي، لقد خشيتُ كثيراً أنني في يومٍ ما سأتركها في الخلف، سمعتُها تخبر ذلك لصديقتها ذات مرة، أنها تخاف أنني سأمل منها ذات يوم لأنها ضعيفةٌ وغير متزنة ولا تملك دراسات عليا وليست ذكيةً كفاية.