7 |معركة تدريبية|

5.9K 655 416
                                    

على الرغم أني حرفياً متورطٌ في فوضى قطيع إيثوس ولكن هذا الشعور لم يراودني، فكرتُ أن علي الاستعداد جيداً لأي شيء غير متوقع.

مزاجي الجيد في الصباح تلاشى تماماً، كنتُ أفكر بسيريس وما الذي عليه فعله للدخول في السباقات بشكلٍ صحيح، وإن كان مدراء عمله سيلومونه أو يصفونه بالطفولي، كنتُ أفكر بالمكان الذي ذهبت إليه لوران وبقدرتها على استعمال قوتها دون أن أُعلمها، كنتُ أفكر أن علي فعل ما ينبغي حتى لا تؤذى ملاكي الجميل في هذه الفوضى فهي فعلياً أضعف شخصٍ هنا.

بقائي في القاعة الكبيرة كان سيثير جنوني وحسب، لذا ما فعلتُه تالياً هو الخروج للبحث عن آفيلين في القصر فهي بالتأكيد لم تكن تتناول الشاي مع روسلين التي خرجت لتكون قائدة فريق في القطيع قد يكون مسؤولاً عن حماية الحدود.

تتبعتُ رائحتها، حتى وسط الزحام إحساسي بها كان واضحاً، كان بيننا رابطة قوية، هذه الرابطة تجعلني أشعر بأذيتها وسعادتها وخوفها وقلقها ومشاعرها كلها، بينما كانت تحس بي بشكل طفيفٍ للغاية ويكاد يكون معدوماً.. هذه الرابطة لم تكن مريحة كثيراً، هي فتاةٌ مفعمةٌ بالشعور العميق، استقبالي لكل تلك المشاعر لطالما جعلني مرهقاً.

وجدتُها في المطبخ الكبير، الخادمات يحطنّ بها، كانت مميزةً عنهم بشعرها الأحمر الكثيف، لكنتها الإيرلندية والكندية المختلفة تماماً عن لكنتنا البريطانية، أحياناً أشعر وكأنها الشخص الوحيد في العالم، وكأنني أستطيع أن أبقى هنا إلى الأبد أراقبها، هناك تلك الهالة حولها تجعلني لا ألاحظ غيرها، أنا.. منذ ذلك الوقت وحتى الآن مازلتُ أعترف أني واقعٌ لها بشدة، وبجنونٍ تقريباً.. إنه وكأن العالم لا يمكن أن يكون على ما يرام بدونها.

الخادمات شعروا بوجودي فالتفتوا لي، وخلال لحظات انتبهت لتتظر لي بابتسامةٍ صغيرة

"ماذا تفعلين؟" قلتُ دون أن أتحرك من مكاني لتجيب مشيرةً للأطباق أمامها "أعلمهم تلك الكعكة التي تصنعها أمي دوماً.. وأنت؟"

"سأخرج لأراقب تدريب أونار، روسلين لديها بعض الأعمال وطلبت مني الاعتذار منك."

"أخبرتني بذلك.. لا مشكلة." أنهتها بابتسامة وتركتُها معهم مغادراً القصر نحو مساحة التدريب، راقبتُهم من بعيد بينما ديان يشرف عليهم، أونار كان يواجه فتىً في الحادية عشر من عمره، أي يكبره بخمس سنوات تقريباً، رغم ذلك كان يواجهه بقوة، لا أذكر أني رأيتُ ابني يقوم بهذه الحركات وردات الفعل السريعة مسبقاً، تدريب ديان يفلح حقاً..

منطقة التدريب الكبيرة كانت منقسمة لقسمين أحدهما للأطفال، ديان كان يراقب المكانين ويعطي ملاحظاته، خسر أونار بالمعركة ولكنه بدا سعيداً وكأنه يعلم أنه يتعلم شيئاً جديداً، التفت ديان نحوي ليقول "لا تخف.. ابنكَ في أيدٍ أمينة."

Hybrid 2 | هجين 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن