ركضتُ نحو تلك الغرفة، أستنشق رائحتها في الممرات، فتحتُ الباب بصخب حتى ظننتُ أني خلعتُه، رأيتُها في الداخل.. جفلَت لحدتي ولكنها ابتسمت لحظة نظرت لي، ابتسامتها نفسها.. الدافئة والمريحة، ابتسامتها القادرة على انتشالي من عمق الهاوية، ابتسامة آفيلين.
قطعتُ الخطوات القصيرة التي تفصل بين الباب والسرير لتقف ناظرةً نحوي بترقب، وقبل أن تقول أي كلمة احتضنتُها بكل قوتي، احتضنتُها حتى شعرتُ بها قريبةً جداً مني، حتى استشعرتُها بكل حواسي أستنشق رائحتها بعمق غير مصدق أنها لم تختفِ
"لا تفعلي ذلك مجدداً.. أبداً." قلتُ بضياع لأشعر بها تحرك رأسها إيجاباً مما دفعني لأدفن رأسي بين عنقها وشعرها الأصهب الكثيف "إياكِ آفيلين، سينتهي بي الأمر بالجنون وحسب."
"فهمتُ ذلك." همست بصوتٍ خافت سمعتُه بوضوح، شددتُ على عناقها أكثر، رغبتُ للمرة الأولى في حياتي لو أكمل ما تبقى من أيامي معها في مكانٍ ما وحسب، حتى وإن كان سجناً، لا أسمح لها برؤية العالم حتى أتأكد أنها معي وحسب.
"أنتِ ملكي." أضفت بنبرة الضياع نفسها، فوبوس وديموس مصابان بالجنون بسبب ما حصل، ولم يفكر أي منهما أن يمنعني من قول كل تلك الكلمات القاسية والأنانية والجارحة.
"أنتِ ملكي آفيلين، أنتِ لي، كلكِ لي.. قلباً وروحاً، لا تفكري بالابتعاد مجدداً." حركت رأسها إيجاباً ولم تنطق وواصلت التربيت على ظهري بخفة وحسب.
"أنتِ لي، وأنا لكِ، أحبكِ بجنون، بهوس، وفوبوس وديموس يحبانك، ثلاثة كائنات تهيم بك، ثلاثة وحوش.. إياكِ أن تخذلينا، إياكِ أن تخذلي وحوشي."
لم أعرف ولا أظن أني سأعرف مطلقاً كيف تسربت هذه الكلمات من داخلي، نبرتي كانت مختلفة عما عرفته هي وحتى عما عرفتُه أنا عن نفسي، كنتُ أهددها بتسلط، أقربها مني بشكل أقوى وأهمس "أنت لي.. " لمرات ثلاث أو أربع قبل أن أخبرها أنني أنتمي لها مجدداً.
لطالما فكرتُ أن الحب هو الحب وحسب..! لا يوجد كلمة أخرى تصفه بها، ولكن بتلك اللحظة كان الحب هو التملك.. نزعة تملكٍ بداخلي كانت أكبر من كل أنانيتي التي عشتُها طوال حياتي، تزداد عمقاً كلما فكرتُ أني كدتُ أفقدها وأنا عاجزٌ تماماً هنا.
ربما في تلك اللحظة تذكرتُ جيداً أنني ألفا، وكل الألفا متملكون، أو كان يجب أن أكون ألفا قبل أن يُسلب ذلك مني، وقد ظهرت أسوأ هذه الطباع عليّ في أسوأ الأوقات.
"أنتِ لي، آفيلين خاصتي." تمتمتُ بصخب وشعرتُ بها ترفع يدها أكثر محاولةً مداراة أفكاري، أصابعها عبثت بأطراف شعري من الوراء محاولةً بث الهدوء بداخلي.
"أنتَ تؤلمني." همست بها بصوتٍ خافت وكنتُ أشعر بالفعل بجسدها الصغير ينسحق بين ذراعي، مررت يدها في خصلات شعري والأخرى تربت على ظهري وأضافت تحاول كبت ألمها "لن أترككَ أبداً، ولكن.. اسمح لي بالتنفس."
كانت تفهمني، تفهم أني أردتُ أي شيء إلا سماع كلمة ابتعد، أضافت بصوتٍ خافت محاولةً فهم لوثة الجنون التي سيطرت على عقلي "لن أتركك، سنبقى معاً."
شعرتُ بنفسي أهدأ قليلاً، على الأقل قبضتي توقفت عن إيذائها.
في ذلك اليوم، وسط غابة لندن، وفي قصر قطيع إيثوس الذي عشتُ به أكثر من نصف حياتي، تحت ضوء القمر المتسرب من النافذة وفي غرفتي التي احتوت وحدتي وأفكاري حين كنتُ صغيراً، وسط نقطةٍ من العالم لم يدرك البشر وجودها بعد، كنتُ أنا وحبيبتي البشرية، تنتشلني مجدداً من عمق الهاوية، ولسببٍ لا أدركه كان كلانا يبكي.
-مقطع من الرواية-
R.M
أنت تقرأ
Hybrid 2 | هجين 2
Hombres Loboلسنا مختلفين عن بعضنا البعض، نحن مجموعةٌ من الكائنات التائهة، تُسيِّرنا رغباتنا الدفينة، والوحوش القابعة في أعماقنا، تدفعنا نحو الشر أو الهلاك، ولكني لم أدرك يوماً أن الوحش في رأس أحدهم قد يتحول لشيطان! هجين2.. "مارتينوس إيثوس" R.M مرتبطة بشكلٍ كا...