20 |مخدر|

5.6K 618 569
                                    

بعد مرور يومين أتى هيلر ليصطحبنا من المستشفى، ولكن ليس نحو القطيع، بل لنذهب لجلب رونالد من المطار.

أخبرني هيلر أنهم اتصلوا برونالد منذ تأخرتُ بمهمتي الاستطلاعية وأخبروه أن يأتي، تماماً كما اتفقنا حيث أخبروني أنهم سيعتبرون تأخري إعلاماً لهم أن عدونا هو بانيك..

ركبتُ بجانب هيلر في سيارته الكلاسيكية وقاد بنا نحو المطار، أونار كان من الخلف ولم يتوقف عن إخباري كم يبدو الركوب بالسيارة ممتعاً، لقد كانت حرفياً المرة الأولى لشخصٍ عاش أكثر من ثلاثمائة عامٍ ليركب السيارة.

توقفت السيارة أمام باب المطار، ونظر هيلر لساعته ليخبرنا أننا متأخرين، وأيضاً.. كان خالي أونار سبب هذا التأخير لأنه تعلق بالكنزة الخضراء القذرة ورفض تبديلها حتى أجبرناه، وها هو الآن بسترتي الجلدية وتحتها قميص أبيض عادي، وللمرة الثانية كان يبدو مثالياً حقاً، مهما كانت الأشياء بسيطة.. إنه ملفتٌ للنظر من كل ناحية..

حين نزلنا من السيارة الجميع بلا استنثاء نظر لنا، لقد كان أونار مثل ممثل مشهور، وتذكرتُ للتو أننا هنا لاصطحاب أحد المشاهير وتخيلتُ الزحام الذي سيكون عليه.

"لقد تأخرنا، على الأغلب قد هبطت الطائرة منذ عشرين دقيقة."

"لا تخف.. رونالد يحتاج أكثر من عشرين دقيقة للتملص من كل فتاةٍ ترغب بالتقاط صورةٍ معه أو الحصول على توقيعه."

"أنتَ محق.. ولكن صوته جميل."

"هل استمعتَ له؟" نظرتِ نحو هيلر باستغراب ليبتسم ويرد "أحب الموسيقى، رونالد مشهورٌ حقاً، ناهيكَ أنه مستذئب وأنا أعيش مع قطيع إيثوس."

حركتُ رأسي بتفهم وتوجهنا للداخل، كان من السهل جداً معرفة أن رونالد ومرافقيه وصلا فقد كان الإحاساس بهم معتاداً جداً بالنسبة لي، داخل المطار كان هناك ضجيج مزعج، وقد كان رونالد وسطه، يوقع للمعجبين ويلتقط معهم الصور على مضض، ولكنه شعر بي أيضا حين اقتربتُ لأن قوة ذئبي كانت خافتة وبدأ يطلب منهم إفساح المجال له ليمر حتى مشى بسرعة متقدماً نحوي وبطريقة لم أتوقعها لكمني بقوة في وجهي مما دفعني للوراء عدة خطوات قبل أن أتمالك نفسي وأنظر نحوه بأعين غاضبة.

"بحق الجحيم رونالد آزر." قلتُ غاضباً ولكني لم أكمل جملتي لأنه اقترب مني ممسكاً بي من ياقة كنزتي الصوفية حتى سبب بتمزيق طرفها، وكل شخصٍ كان يحيط به التزم الصمت وبدأت الهمهمات وأصوات الكاميرات من حولنا.

"لقد قدمتُ من الجانب الآخر من العالم لأنهم أخبروني أنكَ مصاب، هل هُزمت بهذه السهولة؟"

"هل هذ طريقتكَ لتقول (قلقتُ عليك)؟"

"هاه.. من سيقلق على لعينٍ مثلك؟" همس بها وتركني لأتراجع خطوةً للوراء ولكني لم أمنع ابتسامتي، بينما عدّل قميصه ثم حاول لكمي مجدداً لأهم بإيقافه ووجدت خالي أونار يقف بيننا ممسكاً بقبضته.

Hybrid 2 | هجين 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن