بعد مرور ست سنوات من حصول مارتينوس إيثوس على الدكتوراه
بالضبط، بعد مرور عشر سنوات ونصف على مغادرة البيتا المنفي قطيع إيثوس في لندن.
...
رنين هاتفي قاطعني للمرة الثالثة على التوالي من إنهاء ترتيب الحقيبة المرمية على السرير واضطررتُ للتحرك وسط الغرفة المبعثرة لإحضاره من الجانب الآخر من سريري حيث تركتُه هناك ليمتلئ بأكبر قدر ممكن من الشحن، اسم لويس الذي توسط الشاشة جعلني أعرف على الفور أنها ستكون محادثةً طويلةً مما دفعني لآخذ الهاتف وأخرج نحو الشرفة محاولاً استنشاق هواءً نظيفاً.
"أهلاً لويس." قلتُ وأنا أضع هاتفي على أذني ليرد بسرعة "مارتينوس، هل حقاً ستعود إلى لندن؟"
نبرة صوته كانت مليئةً بالقلق والخوف، أطلقتُ تنهيدةً صامتةً وأجبتُه محاولاً تهدئة أعصابه "لن أعود، وإنما سأذهب إلى هناك لفترةٍ من الوقت وحسب."
"لماذا؟" قلقه يزداد، مما يجعل توتري الكبير من هذه الزيارة ينمو أكثر وأكثر حتى يحتل صدري، زفرتُ أنفاسي الثقيلة مجدداً وأجبتُه محاولاً استيعاب ما حصل لأن الأمور سارت أسرع مما أتخيل "اتصل بي ديان وطلب مني الحضور، هناك فتاةٌ في قطيعنا تدعى كريستال، كانت تتولى تدريب المقاتلين وأخذت مكان ديان حين أخذ مكاني بعد مجيئي لكندا.. توفيت البارحة."
همستُ بالكلمتين الأخيرتين، رغم مغادرتي منذ عشر سنوات مازلتُ أشعر بالحرقة لمجرد التفكير أن كريستال ماتت، كانت شخصاً جيداً وتستحق حياةً طويلةً وجميلة.
"ولكنكَ أقسمتَ أنكَ لن تعود إلى هناك." قال بتردد وتذكرتُ حين اتصلتُ بروسلين للمرة الأخيرة أخبرها أنني لن أعود مطلقاً مهما كان السبب، ولكن كلمات ديان كانت واضحة، وصية كريستال الأخيرة كانت أن أحضر جنازتها، وأساعد بدفنها في مقابر القطيع، وأشعل الأضواء في لحظات رثائها حين توضع جثتها في الساحة التي يجتمع بها القطيع لنحكي لها آخر كلمات الوداع ونخبرها عن مكانتها في قلوبنا.
تلك تقاليد قطيع إيثوس، لا يمكنني نسيانها رغم خروجي منه فقد طبقتُ هذه التقاليد بحذافيرها عند موت أبي، بالتفكير بالأمر كان أبي متعلقاً كثيراً بالقطيع وكرس له حياته كلها، لا أظنه راضٍ عني الآن وأنا على بعد آلاف الأميال في منزلٍ عادي كمنازل البشر وسط عاصمة كندا تاركاً ورائي قطيع إيثوس في غابة لندن.
"مارتينوس." صوت لويس انتشلني من حفرة الصمت التي وقعتُ بها لأزفر وأجيب "أجل.. أنا سأذهب على أي حال ولو عنى ذلك أن أكسر قسمي، كريستال كانت مهمةً بالنسبة لي، تدربنا سوياً حين كنا أطفالاً."
"هل ستأخذ عائلتكَ معك؟"
تنهدتُ مجدداً، أمسح على وجهي محاولاً إخراج نفسي من هاوية أفكاري قبل أن أجيب "سأفعل.."
أنت تقرأ
Hybrid 2 | هجين 2
Lobisomemلسنا مختلفين عن بعضنا البعض، نحن مجموعةٌ من الكائنات التائهة، تُسيِّرنا رغباتنا الدفينة، والوحوش القابعة في أعماقنا، تدفعنا نحو الشر أو الهلاك، ولكني لم أدرك يوماً أن الوحش في رأس أحدهم قد يتحول لشيطان! هجين2.. "مارتينوس إيثوس" R.M مرتبطة بشكلٍ كا...