35 |في الهاوية!|

5.5K 621 697
                                    

قبل البدء: إن لم يظهر لديكَ إشعار الفصل 34 عد لقراءته أولاً😁❤️
.
.
.
.

في نفس يوم كتابة المعاهدة أعددنا مكاناً فارغاً أحطناه بجذوع الأشجار ليكون ساحة قتال، وفي اليوم التالي بدأت المعركة الأولى، المتنافسون في المنتصف، الحكم كانت الساحرة المزعجة التي أتت البارحة بما أنها محايدة فستكون أكثر عدلاً، والمتفرجون جلسوا على الأخشاب من جذوع الأشجار التي استخدمناها لإحاطة المكان.

طلبتُ من آفيلين ألا تأتي، وبالطبع هي لم تقتنع، ولكن حين أخبرتُها أن أونار ولوران لن يبقيا سوى برفقتها وأني حقاً لا أشعر برغبةٍ بجعل أطفالي يشاهدون معارك دامية وكأنها برنامج أطفال فقد اقتنعت بذلك.

كانت معركة خالي أونار الأولى، وبدون مبالغة فقد انتهت في ثلاثة دقائق، المستذئب الذي يقف أمامه لم يستطع التصرف لأنه لم يستطع أن يقدر قوة خالي أونار فهو لا يشعر بها، وبالمقابل خالي أخرج قوةً كبيرة جعلت الألم ينمو في صدري لأني لم أكن معتاداً على الإحساس بمثل هذه القوة قادمةً منه.

الهالة الذهبية التي حوله كانت كبيرة، كبيرةً للغاية حتى خلتُ أنها ستحرق كل شيء، ثم أبرز أجنحته التي جعلت الجميع يتطلع لها، الألوان الزرقاء والذهبية والأحمر الداكن كانت مع بعضها البعض تمنح لنا منظراً لا يمكنكَ أن تراه مرتين.

كان خالي أونار الجني الوحيد الحقيقي الذي سيراه قطيع إيثوس يظهر قوته لهم، وربما قد أظهر تلك القوة ليواسي روي وليظهر أمام القطيع أن روي لم يكن سيفوز مطلقاً بمعركته ضد أمي وأن خسارته لعينه وحسب كان إنجازاً كبيراً..

ارتفع خالي أونار عن الأرض، مجرد تحريكه لتلك الأجنحة جعل الهواء يهب بقوة في المكان وتطايرت أوراق الأشجار، ولم أمنع نفسي من التساؤل.. ماذا سيحصل لو فعلت ألوها الشيء نفسه بأجنحتها السوداء الكبيرة ؟! ربما ستتطاير منازل قطيع إيثوس وكأنها هباءً..

ارتفع رويداً رويداً، وخصمه حدق به برعب لا يعرف ما الذي عليه فعله، لقد كانت معركة مستذئبين، وقد ظهر جنيٌ فجأة وبقوةٍ لم يرَ أحدٌ منها من قبل، لأكون صادقاً.. حتى أنا لم أرَ مثل هذه القوى من قبل رغم أنني هجين!

ارتفع جسده حوالي ستة أمتار عن الأرض، كنتُ أرفع رأسي أنظر له، ولوهلة شعرتُ أنه يلمع حتى أعمى عيني ولم أعد أستطيع النظر له، شعره الطويل الذي لفت الأنظار إليه في كل بقعةٍ من عالم البشر كان يتطاير مع جسده الذي يطفو بالهواء خلف أجنحته، وانتبهتُ للمرة الثانية أن ملابسه لا تتمزق حين يخرج تلك الأجنحة، ربما لأنه جنيٌ حقيقي وربما لأن ملابسه من ذلك العالم، ثم رفع ذراعيه معاً للأعلى، وشعلٌ من النيران أضاءت حوله، واحدةً واحدة دون أن يحرك يده ليولدها، بل ظهرت حول جسده وربما تولدت من هالته وحسب.

وخلال ثانيةٍ ابتسم.. ابتسامته لم تكن ترى، ولكني لاحظتُها بوضوحٍ لأني كنتُ أركز عليه بشدة وعلى تعابير وجهه المسترخية، بينما شعرتُ بالخوف الشديد الذي خُلق في صدر المستذئب الذي يواجهه.

Hybrid 2 | هجين 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن