لا أعلم كم بقيتُ فاقداً للوعي، ولكني حين فتحتُ عيني كنتُ وحيداً في غرفتي، وكانت الأجواء هادئةً تماماً، والضوء يتسلل من النافذة لأعرف أن الصباح قد حل وأن المعركة انتهت.
رفعتُ جسدي بصعوبة وهاجم الصداع رأسي، رفعتُ يدي أفردها وأضمها محاولاً أن أصحو وقال فوبوس بهدوء 'هل تشعر بخير؟'
"أجل.. ماذا عنكما؟"
'ديموس متعب، إنه يرغب بالنوم في الوقت الحالي.'
همهمتُ إيجاباً وصليتُ ألا يطول صمت ديموس مرة أخرى ونهضتُ لأحرك جسدي المرهق، فتحتُ الستارة المغلقة وألقيتُ نظرةً على الخارج أحدق بالغابة الشبه مدمرة والبيوت المهدمة، لقد امتدت المعركة حتى وصلت إلى هنا، بانيك كان موجوداً وروي شارك أيضاً، لقد بدا أنها المعركة الكبرى وقد قضيتُ الوقت نائماً هنا.
لم تكن آفيلين موجودة، ولا أطفالي، ولكن بما أن خالي كان هنا قبل أن أفقد الوعي فقد كنتُ واثقاً أنهم بخير لا سيما أنني مازلتُ أشعر برابطتي مع آفيلين قويةً كالعادة، هذا جعلني مطمئناً فأخذتُ ملابساً من خزانتي وتوجهتُ لأستحم بمياهٍ باردة علها تعيد لي الانتعاش والقوة إلى جسدي.
أفتقد لمنزلي، أريد العودة إلى هناك، بعيداً عن كل هذه المعارك، كل هذا القلق والتوتر والسهر والدماء والخوف على من أحب، اشتقتُ لحياتي الروتينية التي كان جل همي بها قراءة الكتب الجديدة ومساعدة الطلاب في المشاركة بالمسابقات الميكانيكية ووضع أسئلة الامتحان والانتهاء من تصليح الأوراق قبل الوقت المحدد والمشاركة في مخيمات جامعة ريكاتي.
أعتقد أنني خلال عشر سنوات أصبحتُ طرياً كما قال ديان، أنا حقاً أفتقد حياتي المسالمة تلك.
خرجتُ من غرفتي ومشيتُ في الممر لأشعر بهيلر خلفي، حين التفتُ له كان يخرج من غرفة بنفس الممر عرفتُ أنها غرفته وفهمتُ لم أراه كثيراً بينما شعره كان مبتلاً لأعرف أنه كان يستحم أيضاً.
"صباح الخير.. هل استيقظت؟" قالها وهو ينظر لي من أعلى رأسي إلى أخمص قدمي يتأكد أنني بخير مما دفعني لأبتسم وأرد "أحببتُ ملابسك!"
رفع حاجبيه باستنكار لكلمتي التي كانت في وقتٍ غير مناسب، ولكني أردتُ أن أطمأنه، ولأكون صادقاً، أحببتُ ملابسه حقاً! أو لأكون صادقاً أكثر.. إنه دوماً يرتدي ملابساً غريبة، عصرية وجميلة بالوقت نفسه تجعلني أفكر أن علي أن أسأله عن بعض مبادئ الموضة، هي تليق به رغم بساطتها، سروالٌ قماشي أسود وكنزةٌ بيضاء عادية فوقها قميصٌ بنيٌ فاتح.
"أنتَ تعلم.. ليس الوقت المناسب للتحدث عن الملابس."
"أعلم ذلك تماماً! أردتُ إخباركَ أنني بخيرٌ حقاً."
همهم إيجاباً وقد فهم كلامي بينما توجه كلانا ناحية القاعة الرئيسية حيث شعرتُ أن الجميع هناك، حين دخلت توجهت كل الأنظار لي أنا وهيلر وسمعتُ أحداً يهمس "هل خرجتَ من جحركَ بعد أن هربتَ من المعركة؟"
أنت تقرأ
Hybrid 2 | هجين 2
Hombres Loboلسنا مختلفين عن بعضنا البعض، نحن مجموعةٌ من الكائنات التائهة، تُسيِّرنا رغباتنا الدفينة، والوحوش القابعة في أعماقنا، تدفعنا نحو الشر أو الهلاك، ولكني لم أدرك يوماً أن الوحش في رأس أحدهم قد يتحول لشيطان! هجين2.. "مارتينوس إيثوس" R.M مرتبطة بشكلٍ كا...