38 |القدر الجيد|

4.5K 575 135
                                    

ما حصل مع أونار جعلني منفصلٌ عن عالمي طوال اليوم الفائت، ولكن خروج القطيع لحضور معركة روسلين منذ صباح اليوم التالي أعادني للواقع لوهلة، أننا في معركةٍ مع بانيك، هناك ميثاقٌ بيننا كتبته ساحرة، وأننا قد نخسر القطيع إن لم نفز بثلاث معارك، ولكن استيقاظي في اليوم التالي وتوجهنا نحو المنطقة المحايدة أجبرني على ترك التفكير بأونار.

روسلين قاومت كثيراً، ساعةٌ ونصف كاملين وروسلين تقاتل وانتهى بها الأمر تخسر لأنها لم تستطع تحمل نيران قطيع آزر.

واجهتها فتاةٌ من قطيع آزر، لم تحضر تاليا المعركة وفهمتُ من رونالد الواقف بجانبي أن الفتاة صديقتها وأنها تحالفت مع بانيك رغم قتله عائلة تاليا، لذلك تاليا لم ترد رؤيتها مطلقاً.

الفتاة كانت قوية، قدرتُ أنها كانت تشارك تاليا في التدريب فقد كانوا يملكون نفس المبادئ الأساسية، ربما لم تكن تملك العادات والتوقيت مثل رونالد تماماً ولكنها كانت تملك نفس العادات تقريباً.

استمرت المعركة لتسعين دقيقة من التوتر، العرق، الدماء، ضربات القلب المتسارعة، واللهاث الطويل.. كانتا تقريباً متكافئتين بالقوة، ورغم حضوري للكثير من المعارك لكن لا أذكر بحياتي كلها أني شهدتُ شيئاً مثل هذا بين فتاتين من المستذئبين يدفعون أنفسهم إلى هذا الحد من القوة..

روسلين تفوقت على خصمتها بالمهارات القتالية بينما تفوقت عليها الأخرى بالقوة الجسدية، روسلين تفوقت بالسرعة بينما تفوقت الأخرى باختيار زاوية الهجوم الأمثل، روسلين كانت تملك عادات غير مكررة في الهجوم بينما كانت خصمتها تملك دفاعاً خالياً من الثغرات، ذئبة روسلين كانت قوية ولكن رائحتها البارزة والمميزة المختلطة باللافندر جعلتها واضحة، ذئبة الفتاة كانت شرسةً أيضاً ولكنها تملك ثغرة في توقيت الهجوم..

كان هناك تكافؤٌ مثاليٌ في المعركة، وقد جعل الجميع متوترٌ من معرفة النتيجة، روسلين كانت قوية.. هي لم تكن مجرد لونا لقطيع إيثوس لأجل الاسم وحسب، ولكنها لم تكن محظوظة بما يكفي لأن تلك الفتاة تفوقت بشيء واحد لم تستطع روسلين مجاراته.. هجماتها النارية.

قطيع إيثوس لا يحب المعارك مع آزر كثيراً، هجمات النار لديه توتر تركيز قطيع إيثوس الغير معتاد على هذا وقد طالت المعركة كثيراً لكن روسلين لم تستطع مقاومة هجات النيران لوقتٍ طويلٍ.

بقي جسدها مرمياً أرضاً لوقتٍ طويل حتى أعلنت الساحرة فوز فريق قطيع الروجز، حين انتهت المعركة احتفلت الفتاة بابتسامةٍ صغيرة فقد كانت منهكة، بينما لم يقل روي شيئاً وإنما حمل عباءةً كبيرةً وغطا بها الذئبة البيصاء الراكدة على الأرض وجلس بجانبها يمرر يده على الفرو الأبيض، جانبٌ حنونٌ لم أعرفه في روي، الجانب الذي يتعامل به حين بكون الموضوع متعلقاً بسلامة رفيقته بعد خسارتها من معركة، جانبٌ غريبٌ من روي جعلني أبتسم في مكاني بينما قال هيلر "ألن تذهب لها؟"

Hybrid 2 | هجين 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن