43 |حياة روتينية|

5.4K 602 316
                                    

حين حطت طائرتنا على أرض كندا بعد رحلةٍ طويلةٍ للغاية ركض أونار من باب الخروج حين اشتم رائحة لويس وسيريس، وبالفعل كان الاثنان واقفان خلف الحاجز الصغير ليتجاوزه أونار قافزاً بين ذراعي سيريس الذي حمله ودار به وهو يقبل كل أنحاء وجهه بحب، ليضحك أونار ويفرك شعره على رقبته مما دفع سيريس لينفجر ضاحكاً فهو لم يدرك مطلقاً سبب حب أونار لهذه الحركة.

خرج رونالد ومجموعته خلفه وسمعتُ لويس يصفر بشفتيه ساخراً وهو يقول "هل تكاثرتم هناك؟" 

"بحق الإله.. أنا أشعر بالنعاس ولكن لدي مهمةٌ صعبةٌ الآن لذا لستُ بالمزاج الجيد لمزاحك." 

رونالد قال وهو يتجاوز لويس وسيريس ويمشي ليرفع لويس حاجبه مستغرباً مما دفع آلان ليفسر تصرفه بقوله "أعتذر منك، لديه الكثير من المشاكل ليحلها الآن في النزل، كما أن علينا تنظيم المعسكر التدريبي.. لذلك لا يبدو أنه في مزاج للتحدث مع أحد." 

"لا بأس.. سأتحدث معه في المساء بعد أن يستريح وينسق أموره." 

"شكراً لتفهمكَ لويس، وسيريس.. مر علي مساءً." 

"هاقد قابلتكَ الآن، وصدقني لستُ مشتاقاً مطلقاً لإيلينا، اقضيا بعض الوقت معاً وسأمر عليكما في وقتٍ لاحق." 

حرك آلان رأسه إيجاباً ولوح مبتعداً، المجموعة التي كانت تمشي وراءهم لم تكن مرتاحة، ولو كان سيريس يملك أعيناً خبيرة للاحظ أن آلان وتاليا يراقبونهم مثل رجال الشرطة الذين ينقلون المجرمين.

كنتُ أمشي خلفهم، وحين انتبه سيريس لي أشرق وجهه الجميل، واقترب مني لأعطي لوران النائمة بين يدي لآفيلين وأقترب من سيريس الذي شعرتُ أنه يقفز بين ذراعي ليعانقني. 

"مر وقتٌ طويلٌ أيها الطفل.." قلتُ وأنا أربت على ظهره ليسند رأسه على كتفي، ولم يقل شيئاً، بدا أن سيريس كان ينتظرني طويلاً من الطريقة التي نظر بها لويس نحوه وكأنه يخبره أنه نال ما كان يريده لأمسح على رأسه بخفة.. 

قبل كل شيء وأي شيء، قبل جميع الأشخاص هنا وقبل توأمي الصغير الجميل، سيريس كان أكثر شخص أهتم به، وكان الشخص الذي جعلني أحب نفسي ولو قليلاً، يجعلني أشعر أنني لستُ أنانياً، وأنه مهمٌ جداً لي، بدون سبب.. فقط لأني أشعر بذلك، ولأن علي أن أتصرف وفقاً لما أشعر به.. 

"لا بأس.. شاهدتُ سباقك، لم يكن ذلك الحادث ذنبك، وفريقكَ لم يخرج من البطولة، وخسرتَ تلك الوظيفة التي لم تقدر موهبتكَ كمتسابق ماهر، لذا.. ليذهب كل شيء إلى الجحيم، مازال أمامكَ فرصٌ أكثر مما فاتك!"  

أخبرتُه بكل شيء في ذهني، لأن رأسه على كتفي جعلني أشعر بالأثقال التي يحملها والتي انتظرني ليلقيها علي وهذا ما دفعني لأقول كل تلك الكلمات دفعةً واحدة فألقى تنهيدةً طويلة شعرتُ بها قبل أن يبتعد عني وهو يقول "المهم أنكَ عدتَ أخيراً.."

Hybrid 2 | هجين 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن