الفصل السادس
عودة للمدرسة..
ألغيت حصة التربية البدنية لغياب المعلمة المسئولة فثار سخط بين طلاب الصف حين أجبرهم المعلم البديل على قضاء حصة مملة بين جدران الفصل عوضًا عن الانطلاق في فناء المدرسة..
"افعلوا ما تريدون..شرط ألا يعلو صوتكم "
هكذا أمرهم وخرج من الفصل يقف على بابه وانشغل عنهم بهاتفه..
بينما جرى حديث هامس بين رفيقتي منة في المقعد حتى سألتها دينا بخبث: "أتعلمين ما تعنيه كلمة سيكس يا منة؟"قطبت منة تفكر في معنى هذا السؤال الغريب وأجابتها بتردد:"ألا تعني الرقم ستة في اللغة الإنجليزية؟!"
قابلتها ضحكات خبيثة من زميلتيها قبل أن تجيبها بسنت:"بتبديل الحرف الاوسط ليصبح إي..ما قولك؟"
تابعتا ضحكاتهما لمرأى نظرات منة المستغربة والغير واعية لفحوى حديثهما وعلقت دينا بسخافة:"أخبرتك كم هي ساذجة!! منة أنت لا تواكبين العصر أبدًا"
وأردفت بسنت وهي تقرص خدها بمداعبة سمجة:"الطيبة تقطر من وجهك .. بهذه الطريقة ستكونين وسيلة تسلية للكثيرين"
فلكزتها زميلتها قائلة:"دعك منها وتعالي لأخبرك..بالأمس عاد أبي من العمل باكرًا وجلسنا لنتابع فيلمًا كعائلة.. وفي أحد المشاهد حيث الإضاءة معتمة بعض الشئ تهيأ إلي أن الفتيات يمثلن وهن عاريات تمامًا وأظنني محقة لأن أمي نهضت بعنف حينها وأمرتنا بدخول غرفنا والاستعداد للنوم"
ومضتا في حديث خانق لا يروق لمنة إنها تدرك أن كل ما يهم رفاقها في الصف هو إقامة صداقات مع الجنس الآخر.. وهذا ما تتيحه لهم المدرسة المختلطة وتجعله مباحًا..
لقد تحولت حياتها لغلاف جوي خانق..حتى المنزل يضمها مع والدها بمفردهما حيث الصمت ولاشئ غيره..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وصل هيثم لمطعم زيد فقد اتفق على اللقاء مع زيد ومازن ليكشف لهما عن أهم ما حدث في حياته قبل سنوات رغم زعمه وجود سبب آخر للقاء..وسرح بأفكاره لفراشته التي صارت تتهرب منه ولا تسمح له بأن يحظى بحديث عقلاني معها لكنه لها بالمرصاد وسيخطط للانفراد بها غدًا وإصلاح المشكلة بينهما أيًا كانت ..
فهي لا تعلم أن فادي هو الجاسوس الرسمي له الذي ينقل له كل تحركاتها وما تفعل في حياتها.. حتى أنه أخبره بالتفصيل كم حزنت قبل سنين عند سفره.. لكنه كان مضطرًا للتصرف بهذه الطريقة وهذا ما سيخبرها به حتى تصفح عنه..
اتجه فور دخوله المطعم لنادل كان على مقربة منه وسأله عن مكان زيد فأشار له إلى مكان طاولة هالة ..
وحين دخل ورأى هذا التجمع ..وسمع تعليقات مازن والشقيقتين على محاولة زيد الإمساك بأفنان ويبدو بأنه يخطط للانتقام منها .. اقترب من فوره ليوقف زيد لكنه تفاجئ بركض أفنان جهته دون أن تنظر إليه حتى صارت تسكن أحضانه.. كأنها خرجت من أفكاره تمامًا لتحقق أحلامه بل وتطلب منه أن ينقذها..
لوهلة تمنى هيثم أن تظل بأحضانه وأن يحقق مطلبها أيًا كان فقال بلهفة:
"طوع أمرك يا فراشتي"
YOU ARE READING
جيران المدينة
Romanceرواية اجتماعي..رومانسي..كوميدي.. تناقش عدة قضايا اجتماعية في إطار عائلي درامي انتظروا فصل جديد يوميًا بإذن الله ❤️