الفصل الرابع عشر

52 2 17
                                    

الفصل الرابع عشر
كرر مازن الاتصال بشقيقه ليجد الخط مشغولًا..

وما إن قطع محاولاته حتى ومض هاتفه باتصال من زيد..فأجابه ضاحكًا:"كيف عرفت أنني أريدك الآن؟"

"أحاول الاتصال بك منذ دقائق..يبدو أننا كنا نتصل في نفس اللحظة كما يحدث عادة"

وتضاحك الشقيقان قبل أن يتابع زيد متسائلًا:
"فيما تنشغل مع خالك طوال اليوم"

فأجابه مازن بسؤال مماثل:"أين أنت الآن؟"

وصمتا لثوان إذ أدرك زيد ألا رغبة لشقيقه في مشاركته سره.. فاستدرك قائلًا:"أراك في المنزل "

وأنهى الاتصال فشعر مازن بوخز من تأنيب الضمير لإخفائه كل ما يخصه عن شقيقه ..إلا أن الأمر لم يكن باختياره! ..

فقد انشغل كل منهما بتأسيس الحياة التي يبتغيها لنفسه بعد أن فوضهما والدهما ليكونا سيدي قراريهما والمسئولين عن شئونهما كافة.. فاعتاد الكتمان وتحمل ما يلقاه وحده.. ولا يظن أنه بقادر على تغيير عادته يومًا..

وعلى الطرف الآخر حك زيد جبهته مستاءً من تصرفات شقيقه قبل أن يتنهد متصلًا بوالده..

"عصام ذهب لتولي ورديته في المقهى وترك السيارة أمام المطعم ..أخبرني أنه لن يستطيع إيصالك عند عودتك.."

"لا بأس...تشييز كيك بالفراولة مؤكد ستكون حلوة مثلك"

قطب زيد مصدومًا مما يسمع وعقب مازحًا:"من تجالس يا أبي؟لا تقل أنك تبحث عن راحتك عند زوجة أخرى ريثما تعود المياه لمجاريها بينك وبين أمي"

"صه..كيف تجرؤ؟ ومن أخبرك أننا لسنا على وفاق؟"

تتابعت أسئلة والده الحانقة من انكشاف أمر كهذا..فضحك زيد وأجابه:"لم نجد على مائدة الإفطار من يأمرنا بالامتناع عن الأكل حتى تحضر ..."

فاستسلم خالد يشاركه الضحك مُدركًا أن زوجته ما إن تستاء منه حتى تتخلى عن كل عاداتها واهتمامها به فيصبح أمرهما مفضوحًا  للعيان..

ثم وبخه ضاحكًا:"ولكنني لن أناقش أمرًا كهذا معك ..وفر ملاحظاتك لنفسك أيها المتحذلق"

فاستوقفه زيد قبل أن ينهي الاتصال:"متى آتي لإيصالك؟"

وسمع والده يستأذن أحدهم حتى ينهي اتصاله ثم صرخ به بصوت جهوري اضطره لإبعاد الهاتف عن أذنه مسافة كافية لئلا تصاب بضرر:"أنا في جلسة أنس مع صديقي وبناته فإما أن تنهي الاتصال بنفسك وتنشغل بغيري أو تأتي لمشاركتي جلستي.. وصدق أن بنات طاهر يتقنَ صنع الحلوى أفضل منك"

"هل تقترح أن آتي وأحكم بنفسي؟.. دقائق وأكون عندك"

طرح السؤال وأجابه في نفس الوقت إذ جرفته حماسته بلقاء هالة من جديد ليقرر فورًا الذهاب..

جيران المدينةWhere stories live. Discover now