١؛ غريبٌ في القطار.

17.6K 984 180
                                    

-ميعاد نشر الفصل الأول: الخميس،
[١٠ من فبراير، ٢٠٢٢.]

-

«أنا راجعة النهاردة، هرجع بالقطر، أنت عارف إني بحب أسافر بيه» قالت شَدين بينما تلملم أغراضها من غرفتها، في شقتها التي تسكن بها هي وأختها في القاهرة؛ أثناء الفصل الدراسي الجامعي.


«هبعتلك العربية بالسواق يجيبك، وهبعتلك معاه نوّار» قال سلمان بينما يجلس، وهو يراجع بعض أوراق القضية التي يعمل عليها حاليًّا، فمحامٍ كبير مثله، ليس لديه ذلك الوقت الكبير، الذي يجعله يتفرغ لمحادثة ابنته لوقتٍ طويل.

«لا لا يا بابا، أنا هرجع لوحدي، متقلقش عليا»
قالت بإصرار، وثبات على موقفها، فهي تعلم أنه سيظل يطلب منها هذا، ولكن هي سترفض كالعادة، وستعود بمفردها، وهذا أمرٌ مفروغ منه.

«طب طمنيني عليكِ علطول، واتصلي بيا كل شوية عرفيني وصلتِ فين» قال بجدية بعدما ترك القلم من يده أخيرًا، ونظر أمامه حيث الفراغ، ولم يركز على شيء محدد، بل وكأنه يناظرها وهي تراه.

«حاضر يا حبيبي، متقلقش، بس أنا مضطرة أقفل عشان ماما بتتصل» قالت عندما لاحظت مكالمة والدتها على الجانب الآخر، فأغلق الخط، وأجابت شَدين والدتها، قائلة: «ست الكل، أيوة أنا راجعة النهاردة، بحضر حاجتي أهو»

فأجابت ليال ابنتها: «كويس، هخلي نوّار يستناكِ في محطة القطر»

فردت شَدين: «مش لازم يا ماما، أنا هرجع لوحدي.»

فقالت ليال بجدية: «لا، اسمعي الكلام، نوّار هيستناكِ وهترجعي معاه، كفاية إني سيباكِ ترجعي لوحدك، ومتكلمتش.»

ضحكت شدين، وقالت بسرعة: «خلاص خلاص يا ستي، هسمع الكلام، مع إنك سيباني أقعد لوحدي في شقة في القاهرة بس تمام تمام»

تنهدت ليال وقالت: «في فرق يا حلوة، في فرق...»

ضحكت شدين وهي لا تعرف ما الفرق حقًّا، ولكن بالنسبة لأمها هناك فرق كبير، واقتربت من نافذة شقتها لتلاحظ شخصًا يقف في الشارع وينظر حيث تقف هي، مما جعلها تستغرب للحظات، ولكنها فكرت أنه ربما يبحث عن شيء ما، لذلك تجاهلته وأكملت حديثها مع أمها.

في محطة القطار:

الساعة الواحدة ونصف بعد الظهر، خط سير: [القاهرة - سوهاج].

وصلت شدين المحطة، بينما تجر حقيبتها الكبيرة، فقد أنهت الفصل الدراسي الثاني في سنتها الأخيرة في كلية الطب، والآن لم يبقَ سوى سنة التدريب، وسنة الامتياز، وهذا هو ما يجعلها تتنهد كثيرًا عندما تتذكر كل ما مرَّت به في تلك الكلية، وما بقيّ كي تصبح طبيبة بشكلٍ كامل.

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن