٤٢؛ الأخير؟ ربما.

4.1K 475 88
                                    

[١٥ من أكتوبر، ٢٠٢٢]
-

بعدما قال الطبيب له عن وفاة نيللي، وفي تلك اللحظة بدأ يشعر راشد بأن إتزانه قد سقط كله، فجلس على الكرسي خلفه وهو يبكي على تلك التي تركته ورحلت، تاركةً له طفلة رضيعة، بل وكان هو السبب في موتها، حيث عرف ذلك عندما اقترب منه طفلًا في التاسعة من عمره تقريبًا، لا يعرفه، وأعطاه ورقة، ورحل. 

فتح راشد تلك الورقة ليجدها مكتوب فيها: «مبروك عليك موت المحروسة، الدور الجاي عليك، عشان تبقا تختار عداوتنا كويس» ليدرك حينئذ أنه سبب موت نيللي، وتأكد أنهم لو عرفوا أن الطفلة ما زالت حية سوف يقتلونها بلا شك. 

وصلت ليال ومعها سلمان بعد مدة من موت نيللي بعدما أخبرهما راشد، ليقول: «أنا عايزكم تكتبوا البنت باسمكم، لو كتبتها باسمي هيقتلوها» بالطبع لم ترفض ليال ذلك، فهي ابنة أختها الحبيبة، ولن تتخلى عنها مهما حدث، وافقت على ذلك، بالرغم من معرفتها أنها حامل في حملها الأول، ولكنها لم تكترث للأمر طالما أنه في مصلحة تلك الطفلة التي تبقت لها من أختها، والأمر بالفعل كان كالضربة لليال عندما عرفت أن أختها ماتت بسبب عداوات راشد، وبدأت سلسلة من الكره بينها وبينه امتدت عندما رفض راشد التوقف عمّا يفعله، بل وازداد في عناده وغبائه، حتى مات الكثيرون بسببه، ومنهم والد أمان وسُهيل، الذي مات بينما يقوم بعمله معه، فلم تستطع ليال التوقف عن كرهه لشعورها الدائم أنه لم يتأثر ذلك التأثر الذي يستحقه موت أختها، بل وأنه لم يحاول أن يكون أفضل لأجل الطفلة، بل ألقى بها لهما، وعاش حياته، وتزوج من امرأة أخرى وأنجب منها معتز بعد مدة ليست بطويلة من موت أختها، والآن إن سألت ما أكثر ما تكرهه في حياتها، ستقول بلا تردد أنها تكره راشد، هي تكرهه بحق. 

عاشت شدين مع ليال وسلمان، وبعد تسعة أشهر أتت جود لتكون أختًا لها، ولم يعرف أي أحد بما حدث في ذلك المشفى قبل عشرات السنين أبدًّا، فاستطاع راشد شراء الطاقم كله كي يخفوا ما حدث، ويقولون أن الطفل قد مات. 

أما بالنسبة لأمان وسُهيل فهما يعرفان منذ زمن أن شدين ليست ابنة سلمان، فقد سمع سُهيل حوار بين سلمان وراشد عن ذلك الأمر بعدما رحلا وذهبا ليعيشا مع راشد ليكونا من رجاله رغمًا عنهما، وبالطبع أخبر سُهيل أخيه عمّا سمعه، وكانت صدمتهما كبيرة جدًّا، ولكنهما لم يتدخلا في الأمر على أي حال؛ لأنهما لا يعرفان أي العواقب التي قد تتبع فضحهما عن الأمر لشدين أو غيرها. 

بعد مدة من موت نيللي، كان بالفعل سلمان، يعمل محاميًّا، ولكنه كان دائمًا بجانب راشد، يساعده في أعماله القذرة، ويبحث له عن الثغرات القانونية في كل شيء، وكان تابعًا له طوال الوقت، وهذا ظل يزعج ليال، فهي لم تكن تعرف أنه يعمل مع عائلته، بل ظنت أنه يختلف عنهم لأنه كان يمثل عليها ذلك الدور جيدًا، ولكنها صُدمت صدمةً كبيرةً عندما اكتشفت أنه يكذب عليها، وكانت قد وقعت في الفخ بالفعل، وقُتلت أختها، وأنجبت جود، لذلك قررت البقاء معه، وإكمال تلك الزيجة، ولم تنفصل عنه، وظلت تحترمه، بسبب حبها له حتى ذلك اليوم الذي أتى فيه وأخبرها: «راشد عايز شدين» 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن