٢؛ يوم المفاجآت.

11.2K 789 68
                                    

[١٤ من فبراير، ٢٠٢٢.]

-

تحركت شدين وهي تنظر حولها، وتبحث عن سُهيل في المكان بصدمةٍ من اختفائه، نزلت من القطار، لتجد أخيها ينتظرها بتلهف على رصيف المحطة، اقتربت منه بسرعة وهي تتنفس براحة، فهي ظنت حقًّا أنها لن تصل إليه.

اقترب منها أخاها وهو يبتسم ملء فمه، واحتضنها بين ذراعيه بسرعة، لتبادله العناق بسعادة، قائلة: «الواحد تخيل إنه مش هيشوفك تاني يا نوّار»

«ما عاش ولا كان اللي يخضك الخضة دي، لو كنتِ سمعتِ الكلام وخلتيني أجيلك أخدك من القاهرة مكنش كل دا حصل» قال وهو يلومها بحنو، وبعد ثوانٍ أبعدها عن حضنه، ونظر لها بغضب، وقال: «هتفضلي كدا للأبد مبتسمعيش غير صوت نفسك يا ست شدين؟»

نظرت له شدين بتفاجؤ، وقالت: «يا ابني أنت مبتكملش لحظة حلوة للآخر، دا أنت عيل غتت»

نظر لها نوّار وهو يشعر بالاستفزاز، وقال: «عيل؟ بتقوليلي عيل؟ هو أنا عشان أصغر منك تقولي عني عيل؟»

ضحكت شدين علي رد فعله، وقالت: «لا، ما هو أنت عيل فعلًا، أنت لسة مكملتش ١٨ سنة يا ابني! أنت في نظري وفي نظر ماما وجود، والقانون قبلنا كلنا عيل صغير لو عمل جريمة هيدخل الأحداث عادي»

نظر لها نوّار بغضب وقال: «هقول ايه؟ حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا شيخة، كلها كام شهر وهكملهم وساعتها اللي هيكلمني هضربه بالنار، وهدخل السجن بدل الأحداث عشان متزعليش»

ضحكت شدين وهي فَرِحة بإغاظته: «الجريمة لا تُفيد، أجيبلك سلمان بيه يرصلك قوانينه، ويديك درس في القانون دلوقت؟»

هز نوّار رأسه بفزع، ورد بسرعة: «لا شكرًا، أنا في غنى عن محاضرات القانون دي شكرًا»

ضحكا كلاهما، ولكن تذكر نوّار ذاك الذي يُدعى سُهيل، الذي كان من المفترض أنه معها كما قالت، ونظر حوله بحثًا عنه، ولكنها كانت بمفردها تمامًا، فسأل باستغراب: «أومال فين الشاب اللي كان معاكِ؟»

تذكرت شدين الأمر، وقالت بعدما تبدلت ملامحها من الضحك، إلى التشتت، وقالت: «معرفش، كان قاعد معايا لحد آخر لحظة وأنا بكلمك، لفيت وشي ثواني ببص من شباك القطر عشان أشوفك، جيت أبصله لقيته اختفى حرفيًا، فص ملح وداب، لدرجة إني فكرت الأرض انشقت وبلعته»

عقد نوّار حاجبيه باستغراب وقال: «يعني ايه الكلام دا؟!»

فردت شدين بالنبرة المستغربة ذاتها: «الموضوع مريب، وغريب، ويوم مليان مفاجآت، وحاجات غريبة، وناس بتتشفط من الأرض، وناس بتظهر فجأة، وحاسة إني عاملة زي العبيطة، ومش فاهمة حاجة»

ضحك نوّار بخفة على كلامها، وقال: «خلاص مش مهم دلوقت، نبقا نشوف هو مين بعدين، يلا بينا نروَّح، العربية مستنية هناك»

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن