٢٣؛ سيخ كفتة.

4.6K 503 36
                                    

مرحبا!

لماذا لا تذكروني في صالح دعائكم؟

سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم♡.
-

[٢٨ من إبريل، ٢٠٢٢]
-

يقف سُهيل عند البوابة الأمامية للمنزل كالعادة منذ انشغل أمان في تدريبات الخيل، وتدريب شدين كذلك، بينما يشعر بالحر؛ فالجو قرر أن يكون حارًا جدًّا لدرجةٍ تجعل الأبدان تنصهر معه، بينما بعد بضع ساعات سيضطر الجميع إلى ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة عندما يتحول الجو إلى بارد فجأة. 

يشعر سُهيل بالملل، حيث لم يحادث أحدًا اليوم، وأمان ونوّار صارا منشغلين مؤخرًا، ولا يجد سُهيل مَنْ يمارس عليه ألاعيبه ومزحاته. 

أخرج من جيب بنطاله كيس به قليل من رقائق البطاطس ماركة (تايجر) تحديدًا؛ كي يكبر ويسيطر، وبدأ بتناول ما بقي منه، فهو كان قد ترك به القليل كي يأكلهم عندما تنفد منه الأمور التي يستطيع فعلها.

وفجأة لمعت عينا سُهيل عندما وجد جود تنزل درج المنزل، بينما تحمل في يدها قفصًا يجلس فيه ببغاؤها الملون، بل وتركز هي على نزولها السلم وكأن الأمر حياةٌ أو موت، فيبدو أنها خائفةٌ جدًّا على القفص وما فيه، فهي بوصفٍ آخر أدق، تحتضن القفص بين ذراعيها، وتنزل ببطء غريب. 

وقف سُهيل كمَنْ لدغته عقرب، وصاح محييًّا إياها بسرعة، قائلًا: «دا يا مساء الكراسي اللي بتطير، يا ترى هتحدفيني بايه النهاردة؟ معاكِ صاعق وتكهربيني وتخلصيني من الدنيا على طول؟» 

نظرت له جود بجانبية، ولم تُجِب متجاهلةً إياه تمامًا، ومركزة في سيرها، مما أثار فضول سُهيل، فلماذا هي خائفة إلى ذلك الحد من نزول السلم؟ 

تحركت جود وأكملت سيرها، حتى نزلت السلم كله وبدأت تتحرك بحرية أكبر، فبعدما كانت تحتضن القفص، أمسكته بيدٍ واحدة، وبعدما كانت تتحرك بحذر، صارت تسير بينما لا تنظر أمامها حتى، بل ورمت بضع نظرات منزعجة على سُهيل الذي يتابع حركاتها كُلها، وفضوله يأكل منه؛ يريد معرفة السبب وراء تصرفها هذا بأي طريقة. 

تحركت جود دون أن تنطق بكلمة، وذهبت لتجلس على الطاولة بينما وضعت القفص فوق الطاولة، وبدأت تقول: «زعتورتي، شفت مش قولتلك متخافش مش هوقعك المرة دي؟ وأديني صدقت في وعدي، ابسط يا سيدي» 

نظر لها سُهيل الذي ترك مكانه وتبعها، حتى اختبأ خلف الجدار، وأخرج رأسه كالسلحفاء فقط كي يرى ويسمع ما تقول، وفكر قائلًا في نفسه محاولًا استشفاف ما حدث معها «شكلها وقعته عشان كدا كانت خايفة عليه يوقع منها المرة دي كمان، خايفة عليه للدرجة دي البغبان أبو لسان عايز القطع زي صاحبته!» وعندما فكر بآخر شيء، تمتم بسرعة قائلًا: «كويس إنها مسمعتنيش، كان زماني متعلق على باب البيت دلوقت زي العجل وبتبيع مني بالكيلو» 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن