٣؛ سيخ شاورما.

9.2K 765 50
                                    


[١٨ من فبراير، ٢٠٢٢.]
-

عندما جرى الجميع حيث صوت شدين، وجدوها تجري هي كذلك ناحيتهم، لتقف أمام نوّار بخوف وهي تقول: «الحقوا الحقوا»

مسكها نوّار من ذراعها وهو يحاول تهدئتها ليفهم ما تقول، وسأل بفزع من شكلها: «ايه اللي حصل؟»

لتبلع غصتها وتصرخ: «في حد شفته من فوق بينط من فوق البوابة»

جرى سُهيل تجاه البوابة، وخلفه نوّار بسرعة بعدما قالت جملتها تلك، ومسكت شدين في ذراع والدتها التي تحاول تهدئتها هي الأخرى، فشدين تُظهر ملامح تُعبر عن كم الرعب الذي تشعر به الآن، فما مرت به اليوم لم يكن قليلًا ليحدث هذا الأمر الأخير كذلك!

نزلت جود على الصوت، وهي فزعة، وتحركوا جميعًا إلى الخارج، وكان جميع العُمّال في المنزل قد تجمعوا، من طباخين، ومنظفي المنزل، إلى السايس ومساعده، ولسوء حظهم اليوم أن الحارس قد أخذ إجازة بسبب زوجته المريضة.

تحرك نوّار وأمسك عصا ضخمة أكاد أُجزم أن مَنْ سيحصل على ضربة منها سيُنقل إلى المشفى بارتجاج في المُخ؛ هذا وإن لم يفقد حياته تمامًا.

كان السارق الذي رأته شدين يقف أمامهم بعدما قفز فعلًا من فوق البوابة، وهو ينظر لهم بهدوء، وكأنه لم يُقبض عليه لتوه، وسيحصل على «علقة موت مخدهاش حرامي في مولد» بعد لحظات، بل وينظر للجميع باستغراب كذلك على رد فعلهم.

جرى نوّار بعصاه تجاهه وهو يستعد لضربه بها، وصرخ قائلًا: «آه يا حرامي يا ابن الكلب!»

ولكن وقبل أن تنزل العصا على رأس السارق، وجدوا سُهيل يصرخ كذلك وهو يقول: «استنى، دا أمان!»

نظر له نوّار بعدم فهم، والجميع كذلك نظروا بنظرة «ايه أمان دي؟»

نظر لهم السارق وقد وضع يديه في جيبيّ بنطاله بثقة، بينما اقترب سُهيل من نوّار وأمسك العصا من بين يديه، ليقول نوّار: «أمان يعني ايه؟ مش حرامي قصدك؟ ايه أمان دي يعني، دي صفة ولا اسم!»

قال سُهيل بعدما اقترب من الآخر: «دا أمان أخويا، الحارس التاني اللي ليال هانم كانت لسة بتسأل عنه»

الصمت عمَّ المكان للحظات بعدما قال سُهيل جملته تلك، فهناك الكثير من الأمور غير المفهومة، سواء عن سبب قدوم كل منهما بمفرده، وصدفة القطار، ودخول أمان المنزل بتلك الطريقة!

ولكن وقبل كل هذا، فكان هناك سؤالٌ أهم من كل هذا، فاقتربت جود من شدين وهمست بتساؤل: «أنا حاسة إني سمعت الاسمين دول سوا قبل كدا، زي ما يكون في صدى صوت بيلف في ودني دلوقت»

فقالت شدين بالهمس ذاته وهي تنظر لأمان هذا بصدمة: «وأنا كمان في زي دبانة غتتة عمالة تزن جنب ودني وهي بتقول اسمهم مع بعض، زي ما يكون الاسمين مش غراب على ودني برضو!»

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن