٣٣؛ المفتش كرومبو.

3.9K 413 54
                                    

[٣ من أغسطس، ٢٠٢٢]
-

يقف سُهيل عند البوابة الأمامية ويمسك تفاحة متوسطة الحجم في يده، وكان بالفعل قد أكل نصفها، وفي فمه قضمة كان قد قضمها منها منذ ثانية واحدة، بينما يشعر بالانتعاش اليوم، كما لو أن أحدهم ألقى سعادة غريبة في الهواء، ولكن هذا بالنسبة لجود وسُهيل فقط، دعونا لا نجمع الآخرين في ذلك الأمر.

بينما يقف سُهيل ويتابع لعب بعض الأطفال خارج البوابة، ويتكلم معهم، ويُعطيهم تعليماتٍ قد تساعدهم في الفوز على أقرانهم، فجأة سمع صوتًا عاليًا جدًّا يناديه، مرددًا: «سُهيل، ياللي اسمك سُهيل»

ابتسم سُهيل بثقة قبل أن يلتفت، وحدَّث نفسه قائلًا: «أخيرًا هتشكريني يا جود»

التفت أخيرًا لتلك التي تنزل الدرج، وما زالت تصيح مناديةً عليه، ليبتسم بوسع وبثقة في وجهها منتظرًا أن يرى سعادةً غامرةً تملأه بسبب تلك الهدية التي جلبها لها، ولكنه صُدم عندما وجدها تقول: «أنت مش ناوي تجيبها لبر؟!»

ابتلع سُهيل ما كان في فمه، بينما لا يفهم سبب كلامها، قائلًا: «بر ايه وبحر ايه! في ايه؟ جاية بزعابيبك ليه؟!»

نظرت له جود بغضب وقالت: «أنت إزاي تسمح لنفسك يا بني آدم تدخل أوضتي وكمان وأنا نايمة فيها! فاكر نفسك مين أنت عشان تتسحب وتدخل أوضتي كدا!»

أغمض سُهيل عينيه وفتحهما بعدم استيعاب لما قالته، وقال بصدمة: «ايه! أنتِ بتقولي ايه! أوضتك! أنا دخلت أوضتك!»

فقالت جود باقتناع عجيب: «انكر بقا، انكر!»

نظر لها سُهيل وبدأ يتأكد أن جود غبية حقًّا، فقال بالصدمة نفسها: «أنكر! أوضة ايه اللي دخلتها! أنتِ حد مسلطك على أمي عشان تجنيني؟»

فنظرت له جود بسخرية وقالت: «يعني عايز تقنعني إن مش أنت اللي جبت البغبغان التاني اللي في أوضتي دا؟»

فأومأ سُهيل قائلًا: «لا، أنا اللي جبته فعلًا»

فقالت جود بسرعة وكأنها وصلت للحقيقة الكاملة الآن: «شوفت شوفت.. أديك اعترفت!»

ليقول سُهيل عاقدًا حاجبيه: «اعترفت بإيه يا ست أنتِ، أنا قولت أيوة أنا اللي جبته، لكن هل قولت إني دخلت أوضتك؟ لا مقولتش، يبقا براحة كدا وفهميني جبتِ الكلام العبيط دا منين!»

زفرت جود الهواء من فمها، وقالت: «نجمة قالتلي أسألك عن البغبغان، ودا معناه إنه أنت اللي جبته طالما قالت اسمك، والبغبغان مش هيدخل الأوضة لوحده ويحبس نفسه في القفص كمان، أكيد حد هيدخله، فمين هيدخله غير اللي جايبه؟ يبقا أكيد أنت اللي دخلته زي ما جبته! وأكيد مش هتدخله من ورا الباب بالبلوتوث، فطبيعي تكون دخلت الأوضة وحطيته في القفص!» وأكملت كلامها باقتناع تام، وبافتراضات عجيبة، لن يفكر فيها طفل صغير حتى!

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن