٢٤؛ كيلو تفاح أمريكاني.

4.1K 474 18
                                    

[٧ من مايو، ٢٠٢٢]
-

استيقظت جود بشعرٍ أشعث، وعينين لم يحصلا على القدر الكافي من النوم، لتنظر حولها بعينين نصف مفتوحتين وهي تبحث عن هاتفها كي ترى الوقت لتجد العقرب الصغيرة وقفت عند الساعة الواحدة بعد الظهر، والعقرب الكبيرة وقفت عند الواحدة كذلك.

نظرت حولها بتثاقل، وقالت: «صباح الخير يا زعتر» وانتظرت بضع ثوانٍ أن يُجيبها كالعادة، ولكنه لم يفعل!

فعادت لتقول مرة أخرى: «صباح الخير يا زعتر» ونظرت حيث يقبع قفصه، ولكنها وجدته فارغًا وبابه مفتوحًا. 

جحظت عيناها بصدمة، وانتفضت كمن لدغته حية، وقفزت من على فراشها، وبدأت في البحث عنه بفزع، وهي تنادي عليه مرددة اسمه، لكن بلا فائدة. 

خرجت إلى شرفتها وهي تبحث بعينيها وترفع أي شيء أمامها من الممكن أن تجده أسفله، ودخلت كذلك إلى الحمّام، ولكن لم تجده، لذلك خرجت بسرعة من غرفتها وهي تنادي بنبرة مرعوبة عليه، وعندما لم تجد فائدة من بحثها عنه في المنزل، بدأت تنادى على الخدم الموجودين في المنزل، فقالت: «يسرى، نجمة، يا بنات تعالوا بسرعة» ويسرى ونجمة هما فتاتان في عمر قريب من عمرها يعملان في منزل سلمان منذ سنوات كخلفاء لأهليهما. 

أتت يسرى بتعجل مهرولة وهي تقول: «أيوة يا ست جود، حصل حاجة؟» 

وبعد ثوانٍ أتت نجمة كذلك، لتسأل السؤال ذاته بفزع من شكل جود الذي يدمج ما بين الخوف والشعر الأشعث والوجه الذي لم يُغسل حتى. 

«زعتر.. زعتر.. مش لقياه…» قالت جود بتأتأة، وبدأت عيناها تدمعان، ونظرت إلى الفتاتين بخوف، لتقول: «محدش منكم شافه؟ بدور عليه مش لقياه وقفصه لقيته مفتوح» 

فقالت يسرى باستغراب: «هيكون راح فين ده؟!» 

بينما وقفت نجمة دون أن تنطق بشيء، وبؤبؤاها كانا يتحركان بتوتر وخوف، وهي تلعب في أصابعها. 

«مش عارفة راح فين، مش عارفة» قالت جود بخوف. 

«تعالوا ندور عليه يا ست جود، متخافيش مش هيروح بعيد، تعالي ندور براحة، سمي الله بس وهتلاقيه» قالت يسرى وقد اقتربت من جود لتطمئنها. 

بعد دقائق كانوا ثلاثتهم قد بحثن في جميع أركان المنزل، ولكن بلا جدوى، ولم يصلن إلى أي شيء، ولم يجدنه في المنزل كله. 

وعندما لم تصل جود إلى أي شيء خرجت بسرعة من باب البيت بينما تنظر حولها وتبحث عنه علّها تجده في الخارج، نزلت سلالم البيت، لتجد سُهيل يجلس عند الباب، وعندما رآها تجاهلها، وتعمد أن يُظهر لها أنه لا يبالي لها، لتتجاهله هي كذلك، وتتحرك بشكلٍ عشوائي في الحديقة بحثًا عن ببغائها. 

بينما سُهيل عندما رآها بهذا الشكل كان قد أدار وجهه ووضع كفه على فمه؛ كي يضحك على شكلها، وشعرها، فقد كان يصارع من أجل ألا يضحك وتراه هي. 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن