٤؛ يا واحشني رُد عليا.

8.1K 732 33
                                    


[٢٢ من فبراير، ٢٠٢٢]
-

بعد مدة خرجا أمان وسُهيل من المكتب ليجدا الثلاثة إخوة يجلسون في صالة المنزل أمامهم وهم يتسامرون، مما أجفل الثلاثة، وأفزع الأخين كذلك ليشهق سُهيل بفزع قبل أن يقول: «مش تقولوا احم ولا دستور ولا حاجة قبل ما تخضونا كدا» 

نظروا له الثلاثة، وقالت شدين: «يا ابني أنت اللي جاي علينا يا ابني، أنت اللي المفروض تقول احم ولا دستور يا ابني» 

أومأ سُهيل باقتناع وأشاح بنظره بعيدًا عن مجلس الآخرين بسرعة، وقال: «ايه دا صحيح، أنا اللي المفروض أحمحم، طب دستور يا سيادنا، حد خالع راسه ولا حاجة يا أهل الدار، عايزين نعدي» 

قهقهت شدين وقالت وهي تسايره: «لا يا باشا اتفضل» 

أثناء حديثهم خرجت السيدة ليال من المكتب لتجد المشهد أمامها قائمًا، مما جعلها تنظر إلى الفتيات ونوّار بجدية وقالت بصرامة: «أنتوا صاحيين لحد دلوقت ليه؟» 

استغربوا كلامها هذا، فهي عادةً لا تهتم لتلك الأمور، خاصةً أن أبناءها ليسوا أطفالًا الآن. 

استقامت شدين واقتربت من والدتها لتقول باستغراب: «كنا قاعدين بنتكلم، ومستنيينكم تخلصوا الاجتماع في المكتب، عشان الفضول هيموتنا ونعرف بتتكلموا في ايه» 

وأثناء حديث شدين استقام نوّار واقترب من والدته كذلك، وتبع كلام شدين بتساؤل: «وبعدين ليه حضرتك حاسس إنه شوية وهتقوليلنا اشربوا اللبن واغسلوا سنانكم قبل ما تناموا ومتنسوش رجليكم كمان، احنا كبار جدًّا دلوقت والدنيا إجازة والحياة حلوة حضرتك، وأنا أعترض على هذا السؤال» 

نظرت لهما ليال بتجهم بينما تحاول ألّا تُظهر شعورها الحقيقيّ في تلك اللحظة، وحاولت أن تقول بخفة: «اه حضرتك هتقوملي مرافعة دلوقت، شغل سلمان هيشتغل أهو» 

قال نوّار بمزاح: «نعم صحيح يا سيادة القاضي، والآن سين، عن ماذا كنتم تتحدثون في المكتب؟» 

قالت ليال وهي تحاول ألّا تغضب: «جيم، سر، زائد يا سيادة المحامي، القاضي بيسأل مبيتسألش، يا خسارة تربيتي فيك، يا خسارة الفلوس اللي دفعتها في تعليمك يا نوّار» 

ضحكوا جميعًا على الحوار القائم، فقال نوّار بسرعة: «خلاص خلاص، مش عايزين نعرف، مكانش سؤال بريء دا» 

نظرت ليال لسُهيل وأمان بعدما انتهت جلسة التحقيق المنعقدة، وقالت لهما: «تقدروا تروحوا تناموا في أوضة عم حسنين وابنه، هي هتكون أوضتكم النهاردة، لحد ما نظبط ليكم مكان كويس تاني، عشان لما حسنين وابنه يرجعوا، ونوّار هيوصلكم ليها دلوقت» وأشارت في نهاية جملتها إلى نوّار كي يذهب معهما. 

نظر لها أمان وقال: «تمام» 

نظرت له شدين بحنين كبير، ولكن في الوقت ذاته شعور غريب تملكها وهي تنظر له، فأربعة عشر عامًا ليسوا بالشيء الهين، فأمان الصغير أصبح الآن رجلًا كبيرًا، طويلًا، وعريضَ المنكبين، ذقنه ثخينة، وكما كان دائمًا فعيناه سوداوتان لامعتان، ورموشه ثقيلة، وسيمًا هو، وعضلات صدره بارزة من أسفل القميص الذي يرتديه، ولن أنسى ذكر عضلات ذراعيه كذلك، فيبدو لو أن القميص يستغيث منهما. 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن