٣٤؛ عريس.

4.4K 414 64
                                    

[١٣ من أغسطس، ٢٠٢٢]
-

بينما يقف سُهيل ويتابع عمله، وعيناه متعلقتان بتحركات الناس خارج المنزل، حتى إذا شعر بأن حركات أحدهم مثيرة للشك، سيتحرك سريعًا ويتأكد من هوية هذا الأحدهم، وأثناء ذلك سمع صوتًا خفيفًا لأقدامٍ تقترب منه من الخلف، فنظر بجانبية علّه يلمح هيئة القادم، ولكنه لم يستطع رؤية أي شيء، فالتفت بسرعة وهو يستعد لإخراج سلاحه من أسفل قميصه، حيث وضع يده عليه في حال كان القادم يرغب في الغدر به، ولكنه زفر بقوة عندما وجد أن صوت الأقدام يعود إلى جود، التي كانت ترغب في أن تفاجئه، ولكنه هو مَنْ فاجأها عندما التفت بتلك السرعة. 

«خضتني يا ابني» قالت جود في نفس اللحظة التي قال فيها سُهيل: «خضتيني يا حاجّة» 

لتقول جود بسرعة: «أنا اللي خضيتك؟ ولا أنت اللي وقفت قلبي لما لفيت فجأة بالمنظر دا!» 

فقال سُهيل مدافعًا عن نفسه، وراميَّا التهمة في حجرها: «أنا برضو اللي كنت ماشي بتسحب براحة عشان أخضك؟» 

حمحمت جود وشعرت بالخجل لأنه عرف مخططها، وقالت: «مش هنكر إن دي كانت نيتي بصراحة» 

ابتسم سُهيل لاعترافها، وقال: «الاعتراف بالحق فضيلة، بس خير، نازلة ليه؟» 

تذكرت جود ما كانت آتية لأجله، وتغيرت نبرتها ونظرتها على حد سواء، وقالت: «حبيبة قلبك جاية الصبح وعيزاك تاخدها من المحطة» 

قطب سُهيل حاجبيه بعدم فهم، واستغرابٍ كذلك، وقال مستفهمًا: «حبيبة قلبي! أنا عندي حبيبة قلب وأنا معرفش؟ ما شاء الله!» 

قلبت جود عينيها، وقالت بسخرية: «يعني مش عارف مين!» 

فقال سُهيل مستنكرًا: «والله لو أنتِ عارفة عرفيني واكسبي فيا ثواب» 

فقالت جود بعدما رفعت حاجبيها باستهزاء: «ياسمين ياخويا» 

نظر لها سُهيل باستغراب وقال: «ياسمين مين؟!» 

رفعت جود حاجبها الأيسر باستنكار، وقالت: «بتستهبل يا سُهيل؟ مش عارف ياسمين مين؟!» 

فقال سُهيل مستغربًا ردها: «وهستهبل ليه! هي ياسمين دي حد مشهور يعني المفروض أكون عارفها؟» 

لتقول جود بعدما رأت الصدق في كلامه: «فاكر البنت اللي كنتوا قاعدين تهزروا وتتكلموا طوال القعدة لما نزلنا القاهرة؟ ياسمين صحبتي، فاكرها؟» 

بدأ سُهيل يتذكر مَن تقصد، ليقول: «أيوة.. فاكرها، البنت اللي فضلت تهزر طول القعدة وأنتِ كنتِ قاعدة زي البومة بتبصيلنا بقرف طول القعدة برضو؟ اه فاكر، قولتيلي اسمها ياسمين بقا؟» 

تمنت جود كثيرًا في هذه اللحظة لو أنها تستطيع صفعه، أو ضربه بأي شكل، ولكنها لا تستطيع للأسف، فقالت بغيظ: «بومة! والله أنت عيل…» ولم تُكمل ما كانت ترغب في قوله، لتردف قائلة: «ولا أقولك، والله ما أنا مضيعة حسناتي عليك» وقلبت عينيها بانزعاج لتقول: «الفكرة بقا دلوقت إنه أنت قعدت طول القعدة بتهزر معاها، وبتتكلموا زي ما تكون بنت خالتك، وأنت متعرفش اسمها؟» 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن