٤١؛ حقائق مؤذية.

3.8K 425 19
                                    

[١٣ من أكتوبر، ٢٠٢٢]
-

أخذ سُهيل الفتيات وانطلق في طريقه للعودة إلى المنزل، بينما ترك نوّار ليأتي بالحصانين، وبينما هم في طريقهم، قال سُهيل: «ياسمين، أنتِ هترجعي امتى؟» 

نظرت له جود التي تجلس بجواره باستغراب، بينما عقدت ياسمين حاجبيها مستغربةً من سؤالها هي الأخرى، وقالت: «المفروض هرجع بكرة، اشمعنا بتسأل؟» 

فأومأ بتفهم، وقال: «طب ما ترجعي النهاردة؟» متجاهلًا تساؤلها عن سبب سؤاله. 

فاستغرب الجميع كلامه، وقالت ياسمين: «اشمعنا يعني؟» 

فقال هو محاولًا إقناعها والتغطية على السبب الرئيسي: «أصل الدنيا مش أمان هنا دلوقت، فأنا خايف يحصلك حاجة وأنتِ ملكيش ذنب في الحوارات دي، فبقول يعني ترجعي بيتكم عشان تبقي في أمان أحسن»

ونظر إلى جود وغمز محركًا رأسه لتفهم من تعابيره أنه يقصد أن تساعده في إقناعها، فنظرت له جود باستغراب، فضغط على ضروسه بغضب، لتبدأ هي في الكلام منفذةً رغبته مباشرةً: «أنا كمان شايفة إن سُهيل معاه حق، ملكيش ذنب في اللي بيحصل لعيلتي، وعيلتنا مش في أمان دلوقتي، ولو غلطوا بينا وبينك وحد عملك حاجة، سواء اتقتلتِ، اتخطفتِ أو حاجة من دي، مش هبقا مسؤولة عنك» 

وعندما قالت ذلك نظرت إلى سُهيل كي تأخذ منه تأكيدًا عن أنها فعلت ما يريد، ليغمز لها مرة أخرى بينما يبتسم، فشعرت بالخجل لتصرفه هذا، وبدأت تشعر بشيء ساخن يعتلي خديها، ألا وهو الاحمرار!

نظرت لهما ياسمين بينما تفكر أنهما لديهما وجهة نظر، فالأمر أخافها، وجعلها تشعر بقشعريرة بينما تتخيل نفسها مخطوفة أو مقتولة في إحدى الزوايا بينما لا يدري عنها أحد. 

وقبل أن تقول ياسمين رأيها في ذلك الأمر، وجدت سُهيل يقول: «هخلي عم منعم يوصلك المحطة، وخدي أول قطر راجع، وانفدي بجلدك» فأومأت ياسمين بقبول، بينما تشعر بخوف يتسلل إلى قلبها بسبب ما قالاه. 

وبينما اقتربوا من المنزل وجد سُهيل هاتفه يرن بنغمة الرسائل، ليمسك هاتفه بسرعة ويقرأ ما كُتب فيها، ليقود بأعلى سرعة ممكنة في تلك المنطقة، ويُنزِل الجميع من السيارة، قائلًا: «جود، قولي لعم منعم يوصل ياسمين، وأنا هروح أعمل حاجة مهمة دلوقت» وتحرك بسرعة بعدما أومأت جود له، بينما تشعر بقلقٍ عارم بسبب كل تلك الأحداث التي تحدث حولها بشكل متتابع مثير للهلع، فكل تفكيرها كان فيما حدث لشدين، وهناك الكثير من الأسئلة تدور في ذهنها وذهن الجميع، ويدعون بكل صدق أن تعود شدين وهي سالمة، دون أن يصيبها أي مكروه. 

نفذت جود ما قاله سُهيل، وبالفعل حملت ياسمين حقيبتها ورحلت من المكان، وإن عُدنا إلى أسباب سُهيل في أن ترحل ياسمين؛ فهذا لأنه لم يرد أن ترى ياسمين أي من مشاكل عائلة سلمان، فهو يعرف أن خطف شدين ليس شيئًا سيمر مرور الكرام على تلك العائلة، فهُناك حقائق ستُكشف، وأمور قد تكسر تلك العائلة، وتمزقها إلى قطع، ولم يرد أن يعرف أي شخص من خارج تلك العائلة ما حدث، خاصةً شخص كصديقة جود التي يعرف أهلهما بعضهما، وسينتشر الخبر كالمرض في جسد لا مناعة فيه، وهذا سيؤثر كثيرًا على حياة الفتيات فيما بعد، وذلك ما لم يرده سُهيل، فأراد حماية ما بقي من تلك العائلة. 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن