٩؛ روث الخيل.

6K 576 32
                                    


-لحقنا اليوم قبل ما يخلص الحمدلله.

[١١ من مارس، ٢٠٢٢]
-

«أنا جاي أعمل هدنة» قال سُهيل بجدية. 

عقدت جود حاجبيها، ونظرت له بعدم فهم، وقالت: «هدنة!» 

حمحم وقال: «أيوة عايز أعمل هدنة بيني وبينك، وإنك تدي لنفسك فرصة إنك تعرفيني، وتعرفي إني مش نفس الشخص بتاع زمان اللي بتكرهيه» 

رفعت حاجبها بغيظ، وقالت: «ودا عشان ايه إن شاء الله؟» 

فابتلع غصته وكأنه يقول الكلام بصعوبة، وقال: «في كذا سبب» 

فقالت بحنق: «اللي هما؟!» 

فعقد حاجبيه، وبدأ يتذكر الأسباب التي جعلته يفكر في شيء كالهدنة التي يطلبها، وقال وهو يعد على أصابعه: «عدي معايا يا ستي، واحد عشان أنا طيب وابن حلال، اتنين عشان احنا كبار وعيب نعمل زي العيال الصغيرة، وتفضلي تبصيلي بقرف وتطلعي نار من مناخيرك كل ما تشوفيني، تلاتة عشان اللي فات مات واحنا ولاد النهاردة» 

فنظرت له جود باستنكار من كلماته الغبية من وجهة نظرها، وقبل أن تقول أي شيء، أردف: «ودول الأسباب الأولى اللي كنت بدور عليكِ بقالي يومين عشان نعمل هدنة، بس السبب اللي خلاني أطلعلك هنا، وهو رقم أربعة إن أنتِ سقطتِ في الكلية ومش عايز أكون مضايقك، وأزود عليكِ أنا كمان، كفاية إنك بقيتِ أم ملحق، وكله هيقول أم ملحق جات، أم ملحق راحت» وأنهى جملته ببراءة وكأنه قال أكثر شيء عاديّ في الكون. 

جحظت عينا جود، وبدأت تتخيل نفسها وهي تقتلع رأس سُهيل من على جسده، وبدأت تفكر كذلك في كيف سيكون طعم لحم البشر إن بدأت بسلخ جلده، بعد نفخه كالخروف تمامًا، وشويه، أو عمل فتة به؟ وماذا إن شربت من دمه كمشروب بجوار الوجبة؟ 

ضغطت جود على ضروسها وقالت بغضب: «أنت حقيقي حيوان، قسمًا بالله أنت ما شفت تربية» 

عقد حاجبيه، وقال باستنكار: «لا إله إلا الله، ليه الغلط يا بنت الناس، دا جزاتي عشان جاي أعمل بأصلي وأصالحك على حاجة عملتها وأنا لسة عيل صغير ومفهمش حاجة لسة» 

كادت جود تنفث النيران من أنفها، وشعرت أن صفعه لم يعد كافيًّا لتشفي غليلها، فقالت: «ما أنت لسة مبتفهمش، أنت متخيل إن في حاجة اتغيرت يا ابني!» 

نظر لها بحنق، وبدأت تستفزه بعد أن كان قد نوى ألّا يدعها تفعل ذلك مهما حدث، وقال: «بت، بقولك ايه، هتقعدي تتعوجي وتتفردي عليا كدا يبقا نفضها سيرة، دا أنتِ حربوقة يا أم ملحق صحيح!»

عضت على شفتها بغضب، وبدأت تفكر أن ردها عليه بالكلام ليس كافيًّا، يجب أن تفعل شيئًا آخر كي تهدأ نيرانها، بدأت تنظر حولها بعشوائية وكأنها تبحث عن شيء ما، وحتى أنها اقتربت من جدار الشرفة ونظرت إلى الأسفل، وبشكل غريب بدأت تبتسم بخبث عندما وصلت لما تبحث عنه، بينما كان سُهيل يتابع ما تفعله وهو يسألها: «بتدوري على ايه؟ هتضربيني بحاجة؟ أتشاهد طيب؟» 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن