٣٠؛ تعكيرٌ للأجواء.

3.8K 457 41
                                    

[١٧ من يوليو، ٢٠٢٢]
-

«هو ايه أسوأ حاجة ممكن تحصل في السباق؟» قالت شدين التي تقف بجوار أمان بينما يُجهز حصانها لأجل التدريب.

نظر لها أمان بتفكير، بينما يقوم بالتأكد من أن كل شيء في مكانه، كي لا تكون شدين معرضة لأي نوع من الخطر أثناء التدريب، وقال بعد همهمةٍ طالت لثوانٍ: «أعتقد في كذا حاجة بس...» وصمتَّ لثانية ليُردف: «بتسألي ليه؟ عايزة تدخلي السباق ولا ايه؟»

قهقهت شدين بخفة، وقالت: «لا مش للدرجادي! أنا بسأل عادي يعني، بتطمن على نوّار» وقالت بتردد: «وعليك برضو...»

نظر لها أمان بهدوء، وابتسم بخفة قائلًا: «معتقدش ممكن حاجة تحصل، الحوادث واردة عادي، بس مش طول الوقت»

فقالت شدين بفضول: «أيوة ايه برضو اللي ممكن يحصل؟»

فاعتدل أمان في وقفته بعدما أنهى تأكده من كل شيء، وأشار لها كي تصعد فوق ظهر الحصان قائلًا: «اركبي...» واسترسل بينما يعد المخاطر التي قد يتعرض لها في السباق: «ممكن أقع من فوق الخيل تتكسر رقبتي، أو الخيل نفسه يقع بيا ويتكسر رقبتنا احنا الاتنين، ممكن الخيل يجن جنونه ويخرج عن السباق فيكسر رقبة حد، وممكن حد يحطلنا صمغ زي فيلم محمد هنيدي لما الواد حطله صمغ ولزق في السرج...» وبعدما كانت ملامح شدين مرتعبة في بادئ الأمر، بدأت في الضحك في نهاية كلام أمان، لتقول: «أنت بتهزر!»

فقال أمان بينما يقهقه: «يعني.. نص نص، لحد ما وصلت لمحمد هنيدي كنت بتكلم جد»

فقالت شدين بتفكير: «الفيلم اسمه بلية ودماغه العالية تقريبًا»

فقال أمان ضاحكًا: «والله ما عارف، أنا بتفرج من غير ما أعرف أسماء وخلاص»

صعدت شدين فوق ظهر الحصان، وقالت بمزاح: «يا جماعة.. أنا وقعت» وتلك كانت جملة من الجمل الشهيرة في الفيلم اللذين يتحدثان عنه.

نظر لها أمان وضحك على طريقتها في قول الجملة السابقة.

وقبل أن يبدآ في التدريب، وجدا نوّار ينادي بينما يتقدم تجاههما، ويقول: «يا شدين.. شدين.. يا شدين»

نظرت له شدين، وعوجت شفتها السفلى، فهي اعتادت على تصرفات نوّار ومقاطعته المتعمدة للتدريب كل يوم، فقالت: «نعمين»

فقال نوّار بابتسامة ساخرة: «ليال هانم عيزاكِ، يا شدين بيه»

نظرت له شدين باستغراب وسألت: «ليه؟ في حاجة حصلت ولا ايه؟»

فرفع نوّار كتفيه نافيًّا، وقال: «معرفشي معرفشي»

نزلت شدين من فوق الحصان، وقالت: «أنا متأكدة إنك عارف»

فقال نوّار ليغيظها: «لا معرفشي، اعرفي منها»

فقالت شدين وهي تحاول استمالته ليخبرها: «تاخد كام وتقولي؟»

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن