١١؛ قراميطو.

5.6K 625 55
                                    


[١٨ من مارس، ٢٠٢٢]
-

«أخبارك ايه يا آسر؟ لسة أبوك بيحب القراميط؟» قال سُهيل مبتسمًا، بعدما اقترب من آسر، ووضع كفه على كتفه. 

«وأنت تعرفني منين، وتعرف أبويا منين؟» قال آسر بعدما أبعد يد سُهيل عن كتفه بعصبية. 

«أعرفكم منين ايه يا ابني! أنت مش فاكرني ولا ايه؟» قال سُهيل بلوم، بعدما عقد حاجبيه. 

«لا والله مش واخد بالي» قال آسر بقرف. 

«أفكرك أنا، فاكر الولدين الصغيرين اللي طلَّعوا عليك اسم آسر قراميط زمان» قال سُهيل. 

عقد آسر حاجبيه، وقال متظاهرًا بعكس ما يبطن: «ولاد الهرمة دول؟ لا مش فاكر» 

فقال سُهيل بينما وجهه يبتسم، على الرغم من رغبته في تلقينه درسًا لا ينساه: «بقا أنا ابن هرمة؟ مش مهم هنعديها، أنا ياض سُهيل ياض، سُهيل اللي كان بيضربك بالبومب في قفاك وأنت صغير» 

امتعض وجه آسر، وأظهر ملامح تقيؤ، وكأنه تذكر الأمر، ولكنه قال: «أنا مكانش حد بيضربني ببومب وأنا صغير، أنت عبيط يالا ولا ايه؟ ولا أنا عشان مشهور في المنطقة بقيتوا تطلعوا عليا إشاعات!» 

نظر سُهيل حوله، يبحث عن طريقة يُذكِّره بها، فوجد مجموعة من الأطفال، ملتفون على شكل حلقة، ويشعلون بعض المفرقعات، كالصواريح وفي يدهم بعض البومب، فابتسم بوسع، وقال بعدما بدأ يتحرك ليقترب من الأطفال، وقال لآسر: «استنى، أنا هفكرك يا قراميط استنى» 

ذهب للأطفال: «ادوني شوية بومب، وخدوا الخمسة جنيه دي» فابتسم الأطفال وأعطوها له بسعادة، وبدؤوا يتابعونه بنظرهم بينما يعود ليقف خلف آسر، الذي كان يقف بتعالٍ وتقرف منهم. 

صوت فرقعة، وبعده صوت فرقعة آخر، وواحد آخر… 

وبدأ آسر يقفز في مكانه بصدمة، وتألم، فقد رماه سُهيل بكرات البومب الصغيرة، وقد كان صوب تجاه قفاه تحديدًا، مثلما كان يفعل في صغرهم. 

وبعدما فعل سُهيل فعلته، سأل بحماس: «افتكرت دلوقت؟ ولا أجيب شوية بومب كمان يمكن يصحصولك الذاكرة؟» 

بدأت ضحكات الأطفال تعلو، وبدأ الموقف يجذب انتباههم. 

ولحسن حظ آسر أن السوق لم يكن ممتلئًا اليوم، والبائعون كانوا يتابعون ما يحدث من بعيد، دون أن يتدخل أحد. 

وكان أمان قد أخذ شدين وابتعدا بعض الشيء عن مكان وقوف سُهيل وآسر، ولم يَعودا إلى المنزل، فأمان انتظر ليرى ما سيفعله سُهيل، وكذلك شدين كانت متحمسة لما ترى. 

بدأ آسر يصرخ في سُهيل وهو يحاول النظر إلى القميص من الخلف، ليتأكد من وجود خسائر أم لا، قائلًا: «الله يخربيتك بوظتلي القميص أبو ٣٠٠ جنيه، الله يخربيتك…» 

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن