١٨؛ الطيب أحسن.

4.5K 500 23
                                    


-لم يتم تعديل الفصل، هعدله لما أصحى-

[٩ من إبريل، ٢٠٢٢]
-

كانت تقف شدين مع سُهيل وما زالا يتبادلان أطراف الحديث، ويرويان شتى القصص والأمور على مسامع بعضهما. 

فجأة، وجدت شدين مَنْ ينادي عليها من الأعلى، فنظرت إلى الخلف، ورفعت رأسها لتجدها جود التي تقف في شرفتها، وفي يدها هاتفها، بينما تُشير لها وهي تقول: «شدين، تعالي اطلعي» 

نظرت شدين لها باستغراب، وأومأت لها كرد، لتقول جود مرة أخرى بجدية: «بسرعة.. دلوقتي» 

فقالت شدين وبدأت تشعر بالقلق: «طيب يا ستي جاية» ونظرت لسُهيل لتقول: «هروح أشوفها عايزة ايه، ربنا يستر» 

رفع سُهيل رأسه ونظر حيث تقف جود، لتنظر له بنظرة غريبة لم يفهمها، ليست كارهة كالعادة، وليست غاضبة، خاصةً أنه ظن أنها ستظل متمسكة برأيها وستُعلم الشرطة بما فعل، ولكن نظرتها تلك جعلته يطمئن قليلًا لها. 

تحركت شدين مسرعة، صاعدةً السلالم بسرعة فائقة، فكانت تأخذ كل درجين في خطوة واحدة، فكانت شدين تشعر أن هناك خبر مصيبة ما ينتظرها عند جود. 

وعندما وصلت عند غرفة جود فتحت الباب بسرعة، ولم تطرقه، بل هجمت على الأخرى، وهي تقول في قلق: «حصل ايه؟ في ايه؟» 

وبالرغم من كل القلق الذي عاشته شدين في تلك الدقائق القليلة السابقة، تحول كل شيء إلى نظرة مصدومة لجود التي تنام على بطنها، وتلعب بقدميها في الهواء، بينما تمسك هاتفها وتقهقه على شيءٍ ما فيه… 

نظرت شدين للأخرى بتعجب، وقالت: «ايه دا في ايه! مش المفروض في مصيبة؟» 

رفعت جود نظرها لها بهدوء، والابتسامة لم تغادر محياها، حيث لم تلاحظ وصول شدين، وقالت في نظرة سعيدة وابتسامة مريبة: «مصيبة ايه بس! ربنا ما يجيب مصايب أبدًّا!» 

شعرت شدين بصاعقة تخترق عقلها وأفكارها، وقالت: «طالما مفيش مصايب مطلعاني على مَلى وشي ليه يا بت أنتِ؟!» 

فقالت جود بالنبرة الهادئة ذاتها: «هو لازم يكون في مصايب عشان أخليكِ تطلعيلي يا أختي يا حبيبتي!» 

عقدت شدين حاجبيها بعدم استيعاب، واقتربت بضع خطوات من الأخرى، وقالت: «هو في ايه؟ أنتِ شاربة حاجة يا بت أنتِ؟! أنتِ سخنة طيب؟» 

ابتسمت جود بهدوء، وبالسعادة ذاتها، قالت بعدما اعتدلت في جلستها: «مش شاربة حاجة لا.. اقعدي بس وهفهمك» وربتت بكفها على الفراش كي تجلس شدين. 

جلست شدين بتوجس من تصرفات أختها، وقالت: «أديني قعدت، انجزي، في ايه مخليكِ مش طبيعية كدا؟!»

مدت جود يدها بالهاتف إلى شدين وقالت: «اقري كدا الكلام اللي مكتوب» 

أمسكت شدين الهاتف، وبدأت في قراءة ما هو مكتوب، والذي كان في المحادثة الجماعية التي تخص جود وجميع زملائها من الجامعة الذين تجمعهم السنة الدراسية، وكانت المحادثة مليئة بمشاعر سعادة غريبة، والجميع تتراقص حروفهم من هول السرور الذين يتحدثون به، فقال أحدهم: «احنا لازم ندبح عشان الحسد» وقال آخر: «ندبح بس؟ أنا من فرحتي روحت بوست عم حسن البواب وعياله، لدرجة الراجل يا عيني فكرني مجنون» وقالت أخرى: «يا جدعان أنا خايفة يرجعوا في كلامهم، أنا قولت لأمي خلاص ولو رجعوا في كلامهم أمي هتروح فيها» فردت عليها أخرى: «تفتكري دكتور محسن ربنا هداه؟ يعني كلنا رجعلنا درجاتنا كدا فجأة دا مش طبيعي!» فأجاب عليها الفتى الأول قائلًا: «يا ستي طبيعي ولا مش طبيعي المهم درجاتنا رجعتلنا، وفرحنا كلنا، وأي حاجة تانية مش مهم» وأجابت عليها فتاة أخرى كذلك قائلة: «متقوليش كدا بقا ألا يسمعنا ويرجع في كلامه، ودا ضارب أصلًا»

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن