٢٨؛ يوم مش فايت.

4.1K 432 30
                                    

[٢ من يوليو، ٢٠٢٢]
-

الساعة تقريبًا السابعة صباحًا، وتقف جود تحمل حقيبتها على كتفها، بينما قد ربطت شعرها كذيل الحصان، وارتدت ملابسًا واسعةً ومريحةً كما تُحب دائمًا، وفي حقيبتها بعض الأمور التي ستُرفه بها عن نفسها طوال الطريق؛ خاصةً أن المسافة من سوهاج إلى القاهر ستأخذ تقريبًا ست ساعات بالسيارة. 

نزلت جود ووقفت أمام سُهيل الذي يجلس على الكرسي بجوار بوابة المنزل، ويتثاءب بكسل كبير، ويمط جسده وكأنه ينادي الفراش بهذا الفعل، مع أنه عادةً يستيقظ قبل ذلك الوقت، ويكون بكامل نشاطه، ولكنه يتظاهر أمام جود أنه مغصوبٌ على القيام بهذا الأمر، ولا يريد الذهاب معها. 

نظر سُهيل لها بتثاقل، وقال: «هو احنا لازم نروح يعني!» 

جحظت عينا جود وصاحت فيه بسرعة: «أنت عبيط ولا ايه! أيوة طبعًا لازم نروح» 

نظر لها سُهيل بتكبر وقال: «اه.. لو هنبدأها بطولة اللسان دي، يبقا مش رايح في حتة» 

عضت جود شفتها بتوتر، وقالت: «طب خلاص طيب، قوم معايا ومش هطول لساني» 

مط سُهيل جسده بكسل، قائلًا: «هقوم…» لينير وجه جود فرحًا، ولكنه عاد ليقول: «بس عندي كام شرط صغيرين كدا» فانطفأ وجه جود وعوجت شفتها، ونظرت له بفقدان صبر، قبل أن تقول: «ما أنا عارفة إننا مش هنخلص في يومنا دا، اتشرط واتعوج براحتك ما هو أنا السبب اللي اتحوجت لواحد زيك»

فقال سُهيل بابتسامة متكلفة، وقال: «قصدك اتحوجتِ لراجل محترم وابن ناس، ومش بيقل أدبه على الناس زيي» 

فأومأت جود بعدم رضا، ولكنها قررت ألّا تجادل مع أنها معترضة تمامًا على كلامه، وتعتقد عكس ما قاله، فقالت: «هو كلام يُحترم وكل حاجة، بس أنا مش هحترمه، زائد مش موضوعنا، اخلص وقول شروطك ايه» 

فابتسم سُهيل بجانبية قائلًا: «رأيك مش مهم، المهم دلوقت شروطي، أول حاجة لسانك ميطولش ولو سنتي واحد طول الطريق لحد ما نروح ونرجع» 

نظرت له جود باستهزاء، وقالت ساخرة: «متقلقش هبقا أربطه في زوري» 

فقهقه بسخرية، ليردف سُهيل بثقة: «تاني حاجة يا ريت مسمعش صوتك خالص بقا طول الطريق» 

فقالت جود بنفاد صبر: «حاضر، هحرمك من جمال صوتي طول الطريق، وكدا كدا ميشرفنيش أتكلم مع واحد زيك برضو، ريحتني» فهي لم تستطع تحمل كلامه، ولم تستطع منع لسانها عن قول ذلك. 

نظر لها سُهيل بغضب قائلًا: «شفتِ.. لسة متحركناش من هنا ولسانك طول تاني!» 

فقالت جود: «ما هو بالظبط، دا عشان لسة متحركناش، لما نركب العربية ونبدأ نتحرك هبدأ أنفذ شروطك، اللي بجد بشكرك عليها عشان هتريحني منك»

سُكَّر أسمر| أمان. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن